فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَإِلَىٰ عَادٍ أَخَاهُمۡ هُودٗاۚ قَالَ يَٰقَوۡمِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُم مِّنۡ إِلَٰهٍ غَيۡرُهُۥٓۖ إِنۡ أَنتُمۡ إِلَّا مُفۡتَرُونَ} (50)

قوله : { وإلى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا } معطوف على وأرسلنا نوحاً : أي وأرسلنا إلى عاد أخاهم : أي : واحداً منهم ، وهوداً عطف بيان ، وقوم عاد كانوا عبدة أوثان ، وقد تقدّم مثل هذا في الأعراف . وقيل : هم عاد الأولى وعاد الأخرى ، فهؤلاء هم عاد الأولى ، وعاد الأخرى هم : شداد ولقمان وقومهما المذكورون في قوله : { إِرَمَ ذَاتِ العماد } ، وأصل عاد ، اسم رجل ، ثم صار اسماً للقبيلة كتميم وبكر ، ونحوهما { مَا لَكُم مّنْ إله غَيْرُهُ } قرئ غيره بالجرّ على اللفظ . وبالرفع على محل من إله ، وقرئ بالنصب على الاستثناء { إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ مُفْتَرُونَ } أي : ما أنتم باتخاذ إله غير الله إلا كاذبون على الله عزّ وجلّ .

/خ60