وقوله تعالى : ( وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً ) والله أعلم ، صلة قوله : ( ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه )[ الآية : 25 ] فيقول : وقد أرسلنا هودا إلى عاد أخاهم .
ثم يحتمل قوله : ( أخاهم ) الأخوة ؛ تكون على وجوه :
أحدها : أخوة جنس ، يقال : هذا أخو هذا [ نحو مصراعي الباب ؛ يقال لأحدهما : هذا أخو هذا ][ من م ، في الأصل : لأحدهما ] ونحو أحد زوجي الخف وأمثاله .
والثانية[ في الأصل وم : و ] : أخوة في النسب .
والثالثة[ في الأصل وم : و ] : أخوة في الدين كقوله ( إنما المؤمنون إخوة )[ الحجرات : 49 ] فهو [ إن ][ ساقطة من الأصل وم ] لم يكن أخا لهم في الدين فهو يحتمل أنه أخوهم في الجنس وفي النسب لأن الناس كلهم ينسبون إلى آدم ، فيقال : بنو آدم مع بعد ما بينه وبينهم . فعلى ذلك يكون بعضهم لبعض إخوة مع بعد النسب الذي بينهم ، والله أعلم .
وقوله تعالى : ( يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ ) يعبد ؛ أي الذين تعبدون ليسوا بآلهة ، لا يستحقون العبادة . إنما الإله الذي يستحق العبادة الذي خلقكم ، وخلق لكم الأشياء .
وقوله تعالى : ( إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ مُفْتَرُونَ ) أي ما أنتم إلا مفترون . لا يحتمل أن يكون هو[ في الأصل وم : و ] قد قال لهم هذا في أول ما دعاهم إلى التوحيد وفي أول ما ردوا إجابته ، وكذبوه ، [ لأن الأنبياء ][ في الأصل وم : لأنهم ] أمروا بلين القول لهم وتذكير النعمة عليهم كقوله لموسى وهارون حين[ في الأصل وم : حيث ] بعثهما إلى فرعون بقوله : ( فقولا له قولا لينا )الآية[ طه : 44 ] ولكن كأنه قال لهم ذلك لما سبق منه إليهم دعاء غير مرة ، وأقام عليهم الحجة والبراهين ، فردوها . فعند ذلك قال لهم هذا حين[ في الأصل وم : حيث ] ( قالوا يا هود ما جئتنا ببينة )[ الآية : 53 ] .
وقوله تعالى : ( إن أنتم إلا مفترون ) يحتمل في تسميتهم الأصنام التي عبدوها ؛ يقول ( إن أنتم إلا مفترون ) في ذلك . ويحتمل أن سماهم مفترين[ في الأصل وم : مفترون ] في ما قالوا : الله أمرهم بذلك : أنتم افتريتم في ما ادعيتم الأمر بذلك ، [ إشارة إلى قوله تعالى ( وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها )[ الأعراف : 28 ] أو مفترون في إنكارهم[ في الأصل وم : إنكارهم ] البعث والرسالة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.