فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَإِلَىٰ عَادٍ أَخَاهُمۡ هُودٗاۚ قَالَ يَٰقَوۡمِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُم مِّنۡ إِلَٰهٍ غَيۡرُهُۥٓۖ إِنۡ أَنتُمۡ إِلَّا مُفۡتَرُونَ} (50)

{ و } أرسلنا { إلى عاد أخاهم هودا } أي واحدا منهم في النسب لا في الدين ، وهو عطف بيان وقوم عاد كانوا عبدة أوثان وقد تقدم مثل هذا في الأعراف وقيل هم عادان الأولى والأخرى فهؤلاء هم عاد الأولى من ذرية سام ابن نوح وعاد الأخرى هم شداد ولقمان وقومهما المذكورون في قوله { إرم ذات العماد } وأصل عاد اسم رجل ثم صار اسما للقبيلة كتميم وبكر ونحوهما وبين هود ونوح ثمانمائة سنة وعاش أربعمائة سنة وأربعا وستين سنة .

{ قال يا قوم اعبدوا الله } وحدوه ولا تشركوا معه شيئا في العبادة { مالكم من إله غيره } في معنى العلة لما قبله قرئ غيره بالجر على اللفظ ، وبالرفع على محل من إله ، وبالنصب على الاستثناء { إن أنتم } أي ما أنتم باتخاذ إله غير الله وجعله شفيعا { إلا مفترون } أي كاذبون على الله عز وجل .