{ وإلى عاد } متعلقٌ بمضمر معطوفٌ على قوله تعالى : { أرسلنا } في قصة نوحٍ وهو الناصبُ لقوله تعالى : { أَخَاهُم } أي وأرسلنا إلى عاد أخاهم أي واحداً منهم في النسَب كقولهم : يا أخا العرب ، وتقديمُ المجرورِ على المنصوب هاهنا للحِذارِ عن الإضمار قبل الذكر ، وقيل : متعلّقٌ بالفعل المذكورِ فيما سبق وأخاهم معطوفٌ على نوحاً وقد مر في سورة الأعراف وقوله تعالى : { هُوداً } عطفُ بيانٍ لأخاهم وكان عليه الصلاة والسلام من جملتهم فإن هودُ بنُ عبدِ اللَّه بنِ رباحِ بن الخلود بن العوص بن إرمَ بنِ سامِ بنِ نوحٍ عليه الصلاة والسلام ، وقيل : هودُ بنُ شالح بنِ أرفخشذَ بنِ سامِ بن نوحٍ بنِ عمّ أبي عاد ، وإنما جعل منهم لأنهم أفهمُ لكلامه وأعرفُ بحاله وأرغبُ في اقتفائه { قَالَ } لما كان ذكرُ إرسالِه عليه الصلاة والسلام إليهم مظنةً للسؤال عما قال لهم ودعاهم إليه أُجيب عنه بطريق الاستئنافِ فقيل : { يَا قَوْمِ اعْبدُوا الله } أي وحده كما ينبىء عنه قوله تعالى : { مَا لَكُم منْ إله غَيرُهُ } فإنه استئنافٌ يجري مَجرى البيان للعبادة المأمورِ بها ، والتعليلُ للأمر بها كأنه قيل : خُصّوه بالعبادة ولا تشركوا به شيئاً ، إذ ليس لكم من إله سواه ، وغيرُه بالرفع صفةٌ لإله باعتبار محلِّه وقرئ بالجر حملاً له على لفظه { إِن أَنْتُم } ما أنتم باتخاذكم الأصنامَ شركاءَ له أو بقولكم : إن الله أمرنا بعبادتها { إلاَّ مُفْتَرُون } عليه تعالى عن ذلك علوّاً كبيراً .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.