في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَجَعَلَ ٱلۡقَمَرَ فِيهِنَّ نُورٗا وَجَعَلَ ٱلشَّمۡسَ سِرَاجٗا} (16)

كذلك وجههم إلى كتاب الكون المفتوح : ( ألم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقا ? وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا ? ) . . والسماوات السبع لا يمكن حصرها في مدلول مما تقول به الفروض العلميه في التعريف بالكون . فهي كلها مجرد فروض . إنما وجه نوح قومه إلى السماء وأخبرهم - كما علمه الله - أنها سبع طباق . فيهن القمر نور وفيهن الشمس سراج . وهم يرون القمر ويرون الشمس ، ويرون ما يطلق عليه اسم السماء . وهو هذا الفضاء ذو اللون الأزرق . أما ما هو ? فلم يكن ذلك مطلوبا منهم . ولم يجزم أحد إلى اليوم بشيء في هذا الشأن . . وهذا التوجيه يكفي لإثارة التطلع والتدبر فيما وراء هذه الخلائق الهائلة من قدرة مبدعة . . وهذا هو المقصود من ذلك التوجيه .

 
التفسير الميسر لمجموعة من العلماء - التفسير الميسر [إخفاء]  
{وَجَعَلَ ٱلۡقَمَرَ فِيهِنَّ نُورٗا وَجَعَلَ ٱلشَّمۡسَ سِرَاجٗا} (16)

وجعل القمر في هذه السموات نورًا ، وجعل الشمس مصباحًا مضيئًا يستضيء به أهل الأرض ؟

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{وَجَعَلَ ٱلۡقَمَرَ فِيهِنَّ نُورٗا وَجَعَلَ ٱلشَّمۡسَ سِرَاجٗا} (16)

قوله : { وجعل القمر فيهن نورا } جعل القمر في السماوات وهو في السماء الدنيا فجاز أن يقال فيهن وإن لم يكن في جميعهن . كما يقال : في المدنية كذا وهو في زاوية من زواياها{[4643]} .

والقمر واحد من الكواكب السيارة التي تدور في أفلاكها المقدورة من هذا الفضاء الواسع في هذا الكون الهائل العجيب . وهو بنوره الساطع ينعكس على الأرض ليبعث فيها الضياء فضلا عما يثيره في واقع البشر من ظواهر الأنس والبهجة .

قوله : { وجعل الشمس سراحا } شبهها بالسراح ، لأنها تزيل ظلمة الليل عن وجه الأرض كما يزيل سراج البيت الظلمة عما حوله . والشمس مصدر الحياة والنشاط والنمو والخير للأرض ومن عليها ، فهي تنشر في الدنيا الإشراق والضياء والدفء وغير ذلك من وجوه المنافع الكثيرة .


[4643]:الدر المصون جـ 10 ص 471.