الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{وَجَعَلَ ٱلۡقَمَرَ فِيهِنَّ نُورٗا وَجَعَلَ ٱلشَّمۡسَ سِرَاجٗا} (16)

{ وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً } .

{ وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجاً } قال الحسن : يعني في السماء الدنيا . وهذا جائز في كلام العرب ، كما يقال : أتيت بني تميم وأتاني بعضهم ، ويقول : فلان متوار في دور بني فلان ، وإنّما هو في دار واحدة . وقال مقاتل : هو معناه وجعل القمر معهن نوراً لأهل الأرض ، { فِي } بمعنى مع . وقال عبد الله بن محمد : وإن الشمس والقمر وجوههما قبل السموات وضوء الشمس ونور القمر منها وأقفيتها قبل الأرض ، وأنا أقرأ بذلك آية من كتاب الله سبحانه { وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجاً } مصباحاً مضيئاً .

وقيل لعبد الله بن عمر : ما بال الشمس تُصلينا أحياناً وتبرد علينا أحياناً ، فقال : إنّها في الصيف في السماء الرابعة وفي الشتاء في السماء السابعة عند عرش الرحمن ، ولو كانت في السماء الدنيا لما قام لها شيء .