{ وجعل القمر فيهن نورا } أي منورا لوجه الأرض وجعل القمر في السماوات مع كونه في سماء الدنيا لأنه إذا كان في إحداهن فهو فيهن كذا قال ابن كيسان وأبو السعود ، قال الأخفش : كما تقول أتاني بنو تميم والمراد بعضهم أو لأن كل واحدة منها شفافة لا تحجب ما وراءها فيرى الكل كأنه سماء واحدة ، ومن ضرورة ذلك أن يكون ما في كل واحدة منها كأنه في الكل ، وقال قطرب " فيهن " بمعنى معهن أي خلق الشمس والقمر مع خلق السماوات والأرض ، قال ابن عباس : وجهه في السماء إلى العرش وقفاه إلى الأرض وعنه قال خلق فيهن حين خلقهن ضياء لأهل الأرض وليس من ضوئه في السماء شيء .
{ وجعل الشمس } فيهن { سراجا } أي كالمصباح لأهل الأرض ليتوصلوا بذلك إلى التصرف فيما يحتاجون إليه من المعاش ، عن ابن عمرو : قال الشمس والقمر وجوههما قبل السماء وأقفيتهما قبل الأرض ، وأنا أقرأ بذلك عليكم أية من كتاب يعني هذه الآية ، وعن ابن عمر قال في الآية تضيء لأهل السماوات كما تضيء لأهل الأرض ، وعن شهر بن حوشب قال : اجتمع عبد الله بن العاص وكعب الأحبار ، وكان بينهما بعض العتب فتعاتبا فذهب ذلك فقال ابن عمرو لكعب سلني عما شئت فلا تسألني عن شيء إلا أخبرتك بتصديق قولي من القرآن ، فقال له أرأيت ضوء الشمس والقمر أهو في السماوات السبع كما هو في الأرض ؟ قال نعم ألم تر إلى قول الله ، يعني هذه الآية ، قال النسفي : أجمعوا على أن الشمس في السماء الرابعة وضوءها أقوى من نور القمر ، وقيل في الخامسة وقيل في الشتاء في الرابعة وفي الصيف في السابعة ( {[1639]} ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.