في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَسُيِّرَتِ ٱلۡجِبَالُ فَكَانَتۡ سَرَابًا} (20)

والجبال الرواسي الأوتاد سيرت فكانت سرابا . فهي مدكوكة مبسوسة مثارة في الهواء هباء ، يحركه الهواء - كما جاء في مواضع وسور أخرى . ومن ثم فلا وجود لها كالسراب الذي ليس له حقيقة . أو إنها تنعكس إليها الأشعة وهي هباء فتبدو كالسراب !

إنه الهول البادي في انقلاب الكون المنظور ، كالهول البادي في الحشر بعد النفخ في الصور . وهذا هو يوم الفصل المقدر بحكمة وتدبير . .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{وَسُيِّرَتِ ٱلۡجِبَالُ فَكَانَتۡ سَرَابًا} (20)

وسُيرت الجبال : زالت عن أماكنها .

سرابا : السراب ما يرى في نصف النهار كأنه ماء وهو خيال ليس بشيء ، وكذلك تسير الجبال .

وزالت الجبالُ عن أماكنها وتفتَّتَتْ صخورُها وذهبت هَباءً كالسراب . فالآخرةُ عالم آخر غير عالم الدنيا التي نحن فيها ، فنؤمن بما ورد به الخبر عنها

ولا نبحث . فالنشأةُ الأخرى قد تكون غير هذه الحياة فتكون السماء بالنسبة إلينا أبوابا ندخُل من أيها شئنا بإذن الله . وقد يكون معنى تفتُّح السماء ما عنى بقوله : إذا السماءُ انشقّت . . إذا السماءُ انفطرت . . يوم تَشَقَّقُ السماءُ بالغمام . . يعني يومَ يقعُ الاضطراب في نظام الكواكب ، فيذهب التماسُك بينها ولا يكون فيها ما يسمّى سماء إلا مسالكَ وأبواب لا يلتقي فيها شيء بشيء ، وذلك هو خرابُ الكون .

وقد ذُكر زوالُ الجبال في القرآن في عدة آيات منها قوله تعالى { وَحُمِلَتِ الأرض والجبال فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً } [ الحاقة : 14 ] .

وقوله : { وَتَكُونُ الجبال كالعهن المنفوش } [ القارعة : 5 ] ، وقوله { وَبُسَّتِ الجبال بَسّاً فَكَانَتْ هَبَآءً مُّنبَثّاً } [ الواقعة : 5 ، 6 ] .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَسُيِّرَتِ ٱلۡجِبَالُ فَكَانَتۡ سَرَابًا} (20)

{ ‌وسيرت الجبال } عن وجه الأرض ، { فكانت سراباً } أي هباءً منبثاً لعين الناظر كالسراب .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَسُيِّرَتِ ٱلۡجِبَالُ فَكَانَتۡ سَرَابًا} (20)

" وسيرت الجبال فكانت سرابا " أي لا شيء كما أن السراب كذلك : يظنه الرائي ماء وليس بماء .

وقيل : " سيرت " نسفت من أصولها . وقيل : أزيلت عن مواضعها .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَسُيِّرَتِ ٱلۡجِبَالُ فَكَانَتۡ سَرَابًا} (20)

ولما ذكر السقف ، ذكر أقرب الأرض إليه وأشدها ، فقال على طريقة كلام القادرين أيضاً : { وسيرت } أي حملت بأيسر أمر على السير { الجبال } على ما تعلمون من صلابتها وصعوبتها في الهواء كأنها الهباء المنثور ، وعلى ذلك دل قوله : { فكانت } أي كينونة راسخة { سراباً * } أي لا نرى فيها إلا خيالاً يتراءى {[71141]}وهي سائرة تمر مر{[71142]} السحاب ثم تخفى لتناثر أجزائها كالهباء - يا لها من عظمة تجب لها القلوب وتتعاظم الكروب .


[71141]:في ظ و م: هو سائريه.
[71142]:في ظ و م: هو سائريه.
 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{وَسُيِّرَتِ ٱلۡجِبَالُ فَكَانَتۡ سَرَابًا} (20)

قوله : { وسيّرت الجبال فكانت سربا } والجبال يوم القيامة تمر بعدة أحوال فأولها الاندكاك { فدكّتا دكّة واحدة } ثم صيرورتها كالعهن النفوش ، ثم كالهباء المنثور في آفاق الفضاء { وبسّت الجبال بسا 5 فكانت هباء منبثا } ثم تصير عقب ذلك سرابا ، أي لا شيء . فالسراب يظنه الرائي ماء حتى إذا جاء موضعه لا يجد شيئا . وكذا الجبال .