فكانت سرابا : مثل سراب ، وهو ما تراه نصف النهار كأنه ماء ، فإذا جئته لم تجده شيئا .
20- وسيّرت الجبال فكانت سرابا .
الجبال الراسية تندكّ دكّا ، وتقلع قلعا ، وتمور مورا ، وتمرّ بمراحل في طريقها إلى التلاشي .
قال تعالى : وحملت الأرض والجبال فدكّتا دكّة واحدة . ( الحاقة : 14 ) .
فتصبح الأرض مستوية ، وتتحول الجبال إلى هلام كالصوف المنفوش ، وهو رخو ليّن ، بعكس صلابة الجبال في الدنيا .
قال تعالى : وتكون الجبال كالعهن المنفوش . ( القارعة : 5 ) .
ثم ذكر القرآن أن الجبال تصير هباء ، كما قال تعالى : وبسّت الجبال بسّا* فكانت هباء منبثّا . ( الواقعة : 5 ، 6 ) .
ثم ذكر هنا أن الجبال تنسف وتخلع من أماكنها ، حتى يخيل للرائي أنها شيء وليست بشيء ، كالسراب يظنه الرائي ماء وهو في الحقيقة هباء .
قال الطبري : صارت الجبال بعد نسفها هباء منبثا لعين الناظر ، كالسراب يظنه من يراه ماء وهو في الحقيقة هباء .
قال عز شأنه : ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا* فيذرها قاعا صفصفا* لا ترى فيها عوجا ولا أمتا* يومئذ يتّبعون الداعي لا عوج له وخشعت الأصوات للرحمان فلا تسمع إلا همسا . ( طه : 105-108 ) .
إنه الانقلاب الكوني ، ونهاية الكون ، وتبدّل الأرض غير الأرض ، وتسوية الجبال بالأرض ، حتى تصبح أرضا مستوية مكشوفة مشاهد للجميع ، هذه هي أرض المحشر ، مع الخشوع التامّ ، والصمت الرهيب : يوم يقوم الناس لرب العالمين . ( المطففين : 6 ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.