{ وَسُيّرَتِ الجبال فَكَانَتْ سَرَاباً } أي سيرت عن أماكنها في الهواء ، وقلعت عن مقارّها ، فكانت هباء منبثاً يظنّ الناظر أنها سراب ، والمعنى : أن الجبال صارت كلا شيء كما أن السراب يظنّ الناظر أنه ماء ، وليس بماء ، وقيل معنى سيرت : أنها نسفت من أصولها ، ومثل هذا قوله : { وَتَرَى الجبال تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِىَ تَمُرُّ مَرَّ السحاب } [ النمل : 88 ] . وقد ذكر سبحانه أحوال الجبال بوجوه مختلفة ، ولكن الجمع بينها أن نقول : أوّل أحوالها الاندكاك ، وهو قوله : { وَحُمِلَتِ الأرض والجبال فَدُكَّتَا دَكَّةً واحدة } [ الحاقة : 14 ] وثاني أحوالها أن تصير كالعهن المنفوش كما في قوله : { وَتَكُونُ الجبال كالعهن المنفوش } [ القارعة : 5 ] وثالث أحوالها أن تصير كالهباء ، وهو قوله : { وَبُسَّتِ الجبال بَسّاً * فَكَانَتْ هَبَاءً مُّنبَثّاً } [ الواقعة : 5 ، 6 ] ورابع أحوالها : أن تنسف وتحملها الرياح كما في قوله : { وَتَرَى الجبال تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِىَ تَمُرُّ مَرَّ السحاب } [ النمل : 88 ] . وخامس أحوالها أن تصير سراباً : أي لا شيء كما في هذه الآية .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.