تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان  
{وَسُيِّرَتِ ٱلۡجِبَالُ فَكَانَتۡ سَرَابًا} (20)

وسُيرت الجبال : زالت عن أماكنها .

سرابا : السراب ما يرى في نصف النهار كأنه ماء وهو خيال ليس بشيء ، وكذلك تسير الجبال .

وزالت الجبالُ عن أماكنها وتفتَّتَتْ صخورُها وذهبت هَباءً كالسراب . فالآخرةُ عالم آخر غير عالم الدنيا التي نحن فيها ، فنؤمن بما ورد به الخبر عنها

ولا نبحث . فالنشأةُ الأخرى قد تكون غير هذه الحياة فتكون السماء بالنسبة إلينا أبوابا ندخُل من أيها شئنا بإذن الله . وقد يكون معنى تفتُّح السماء ما عنى بقوله : إذا السماءُ انشقّت . . إذا السماءُ انفطرت . . يوم تَشَقَّقُ السماءُ بالغمام . . يعني يومَ يقعُ الاضطراب في نظام الكواكب ، فيذهب التماسُك بينها ولا يكون فيها ما يسمّى سماء إلا مسالكَ وأبواب لا يلتقي فيها شيء بشيء ، وذلك هو خرابُ الكون .

وقد ذُكر زوالُ الجبال في القرآن في عدة آيات منها قوله تعالى { وَحُمِلَتِ الأرض والجبال فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً } [ الحاقة : 14 ] .

وقوله : { وَتَكُونُ الجبال كالعهن المنفوش } [ القارعة : 5 ] ، وقوله { وَبُسَّتِ الجبال بَسّاً فَكَانَتْ هَبَآءً مُّنبَثّاً } [ الواقعة : 5 ، 6 ] .