النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{فَجَعَلۡنَٰهُمۡ سَلَفٗا وَمَثَلٗا لِّلۡأٓخِرِينَ} (56)

قوله عز وجل : { فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفاً } قرأ حمزة والكسائي بضم السين واللام وفيه تأويلان :

أحدهما : أهواء مختلفة ، قاله ابن عباس .

الثاني : جمع سلف أي جميع من قد مضى من الناس ؛ قاله ابن عيسى .

وقرأ الباقون بفتح السين واللام ، أي متقدمين ، وفيه ثلاثة أوجه :

أحدها ، سلفاً في النار ؛ قاله قتادة .

الثاني : سلفاً لكفار أمة محمد صلى الله عليه وسلم ؛ قاله مجاهد .

الثالث : سلفاً لمثل من عمل مثل عملهم ؛ قاله أبو مجلز .

{ وَمَثَلاً لِّلآخِرينَ } فيه وجهان :

أحدهما : عظة لغيرهم ؛ قاله قتادة .

الثاني : عبرة لمن بعدهم ، قاله مجاهد .