بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{فَجَعَلۡنَٰهُمۡ سَلَفٗا وَمَثَلٗا لِّلۡأٓخِرِينَ} (56)

قوله تعالى : { فجعلناهم سَلَفاً } قال مجاهد : يعني : كفار قوم فرعون ، سلفاً لكفار مكة أمة محمد صلى الله عليه وسلم وقال قتادة : جعلناهم سلفاً إلى النار . قرأ حمزة والكسائي ( سُلْفاً ) بالضم ، وقرأ الباقون ( سَلفاً ) بنصب السين واللام ، فمن قرأ بالنصب فمعناه : جعلناهم سلفاً متقدمين ، ليتعظ بهم الآخرون . ومن قرأ بالضم ، فهو جمع سليف ، أي : جمع قد مضى . ويقال : سلفاً واحدها سلفة من الناس ، أي : قطعة . قوله : { وَمَثَلاً للآخِرِينَ } يعني : عبرة لمن بعدهم .