فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{فَجَعَلۡنَٰهُمۡ سَلَفٗا وَمَثَلٗا لِّلۡأٓخِرِينَ} (56)

{ فجعلناهم سَلَفاً } أي قدوة لمن عمل بعملهم من الكفار في استحقاق العذاب . قرأ الجمهور { سلفاً } بفتح السين ، واللام جمع سالف كخدم وخادم ، ورصد وراصد ، وحرس وحارس ، يقال : سلف يسلف : إذا تقدّم ومضى . قال الفراء والزجاج : جعلناهم متقدّمين ؛ ليتعظ بهم الآخرون ، وقرأ حمزة والكسائي : { سلفا }ً بضم السين واللام . قال الفراء : هو جمع سليف ، نحو سرر ، وسرير . وقال أبو حاتم : هو جمع سلف نحو خشب وخشب . وقرأ علي ، وابن مسعود ، وعلقمة ، وأبو وائل ، والنخعي ، وحميد بن قيس بضم السين ، وفتح اللام جمع سلفة ، وهي : الفرقة المتقدّمة نحو غرف وغرفة ، كذا قال النضر بن شميل { وَمَثَلاً لّلآخِرِينَ } أي عبرة ، وموعظة لمن يأتي بعدهم ، أو قصة عجيبة تجري مجرى الأمثال .

/خ56