تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{فَجَعَلۡنَٰهُمۡ سَلَفٗا وَمَثَلٗا لِّلۡأٓخِرِينَ} (56)

الآية 56 وقوله تعالى : { فجعلناهم سلَفاً ومثلا للآخرين } هو يخرّج على وجهين :

أحدهما : جعلناهم في العقوبة سلفا للمتأخرين ومثلا للمؤمنين أي عبرة لهم ، وهو كقوله : { فجعلناها نكالا لما بين يديها وما خلفها وموعظة للمتقين } [ البقرة : 66 ] .

والثاني : { فجعلناهم سلَفًا ومثلا للآخرين } في العظة والانزجار لهم ليمتنعوا عن مثل ما فعلوا خوفا من الوقوع في ما وقعوا ، والله أعلم .

وقل القُتبيّ : { فجعلناهم سلَفًا } بالرفع والنصب{[18985]} وهو من التقدم ، أي جعلناهم قُدُما ؛ تقدّموا ، مثل خَشب وخُشُب وثَمَر وثُمُر .

وكذلك يقول أبو عوسجة ، وقال : السّلف الخيرات والجميع سُلوف .


[18985]:انظر معجم القراءات القرآنية ج6/120.