الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{فَجَعَلۡنَٰهُمۡ سَلَفٗا وَمَثَلٗا لِّلۡأٓخِرِينَ} (56)

ثم قال تعالى : { فجعلناهم سلفا ومثلا للآخرين } السَّلَف{[61653]} ، جمع سالف ، كخادم وخدم ، وتابع وتبع ، وغائب وغيب . والعرب تقول : هؤلاء سلفنا .

وقرأ الكسائي وحمزة : ( سُلُفا ){[61654]} بضمتين{[61655]} وهو جمع سليف{[61656]} حكاه الفراء{[61657]} .

وقرأ حميد الأعرج{[61658]} : ( سُلَفا ) بضم السين وفتح اللام{[61659]} ، وجمع سلفة ، والسلفة : الفرقة المتقدمة .

والمعنى : فجعلنا هؤلاء الذين أغرفنا مقدمة يتقدمون إلى النار كما سنفعل بكفار{[61660]} قومك يا محمد .

وقيل : المعنى : فجعلنا قوم فرعون سلفا لكفار قومك يا محمد يتقدمونهم{[61661]} إلى النار : قاله مجاهد{[61662]} .

وقوله : { ومثلا للآخرين } ، أي : عبرة وعظة لمن يأتي بعدهم .


[61653]:(ح): من السلف.
[61654]:في طرة (ت).
[61655]:قرأ (سلفا) بضمتين: حمزة والكسائي وعبد الله وأصحابه وسعد بن عياض وابن كثير ويحي بن وثاب والأعمش. انظر الكشف 2/260، وحجة القراءات 652، والسبعة 587، وجامع البيان 25/51، وإعراب النحاس 4/115، والمحرر الوجيز 14/267، وجامع القرطبي 16/102، وسراج القارئ 349، وغيث النفع 348.
[61656]:(ت)... سليف والسليف. المتقدم، والعرب تقول: مضى منا سلفا وسالف وسليف. وقد أثبت ما في (ح) لأنه يوافق معاني الفراء 3/36.
[61657]:انظر معاني الفراء 3/36.
[61658]:هو حميد بن قيس أبو صفوان الأعرج المكي، مقرئ، روى عن مجاهد وعكرمة وطائفة، وروى عنه مالك والسفيانان. توفي سنة 130 هـ. انظر التقريب 1/203 ت 608، وغاية لنهاية 1/265 ت 1200.
[61659]:قرأ (سلفا) بضم السين وفتح اللام علي وابن مسعود وعلقمة وأبو وائل والنخعي وحميد بن قيس الأعرج. انظر المحرر الوجيز 14/268 جامع القرطبي 16/102.
[61660]:(ح): بكافر.
[61661]:(ح): يتقدمون هم.
[61662]:انظر تفسير مجاهد 2/582، وجامع البيان 25/51، وجامع القرطبي 16/102.