{ فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون } قيل : إن هذا نزل في عبد الله بن أبي بن سلول المنافق ، والسورة على هذا نصفها مكي ونصفها مدني ، قاله : أبو زيد السهيلي ، وذلك أن ذكر أبي جهل وغيره من الكفار أكثر ما جاء في السور المكية ، وذكر السهو عن الصلاة والرياء فيها إنما هو من صفة الذين كانوا بالمدينة ، لاسيما على قول من قال : إنها في عبد الله بن أبي . وقيل : إنها مكية كلها ، وهو الأشهر ، ونزل آخرها على هذا في رجل أسلم بمكة ولم يكن صحيح الإيمان . وقيل : مدنية . والسهو عن الصلاة هو تركها أو تأخيرها تهاونا بها ، وقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن { الذين هم عن صلاتهم ساهون } قال : " الذين يؤخرونها عن وقتها " . وقال عطاء بن يسار : الحمد لله الذي قال : { عن صلاتهم ساهون } ولم يقل في صلاتهم .
ولما كان هذا حاله مع الخلائق ، أتبعه حاله مع الخالق إعلاماً بأن كلاًّ منهما دالّ على خراب القلب وموجب لمقت الرب ، وأعظم الإهانة والكرب ، وأن المعاصي شؤم مهلك ، تنفيراً عنها وتحذيراً منها ، فسبب عنه قوله معبراً بأعظم ما يدل على الإهانة : { فويل } ولما كان الأصل : له - بالإضمار والإفراد ، وكان المراد ب " الذي " الجنس الصالح للواحد وما فوقه .
وكان من يستهين بالضعيف لضعفه يعرض عما لا يراه ولا يحسه لغيبته ، وكان من أضاع الصلاة كان لما سواها أضيع ، وكان من باشرها ربما ظن النجاة ولو كانت مباشرته لها على وجه الرياء أو غيره من الأمور المحيطة للعمل ، عبر بالوصف تعميماً وتعليقاً للحكم به وشقه من الصلاة تحذيراً من الغرور ، وإشارة إلى أن الذي أثمر له تلك الخساسة هو ما تقدم من الجري مع الطبع الرديء ، وأتى بصيغة الجمع تنبيهاً على أن الكثرة ليست لها عنده عزة ؛ لأن إهانة الجمع مستلزمة لإهانة الأفراد من غير عكس فقال : { للمصلين * }
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.