ثم وصل به قوله { فَوَيْلٌ لّلْمُصَلّينَ الذين هُمْ عَن صلاتهم سَاهُونَ الذين هُمْ يُرَاءونَ وَيَمْنَعُونَ الماعون } يعني بهذا المنافقين لا يصلونها سراً ؛ لأنهم لا يعتقدون وجوبها ، ويصلونها علانية رياء . وقيل : فويل للمنافقين الذين يدخلون أنفسهم في جملة المصلين صورة وهم غافلون عن صلاتهم ، وأنهم لا يريدون بها قربة إلى ربهم ، ولا تأدية للفرض ، فهم ينخفضون ويرتفعون ، ولا يدرون ماذا يفعلون ، ويظهرون للناس أنهم يؤدون الفرائض ، ويمنعون الزكاة وما فيه منفعة . وعن أنس والحسن قالا : الحمد لله الذي قال { عَن صلاتهم } ولم يقل «في صلاتهم » ؛ لأن معنى «عن » أنهم ساهون عنها سهو ترك لها ، وقلة التفات إليها ، ذلك فعل المنافقين . ومعنى «في » أن السهو يعتريهم فيها بوسوسة شيطان أو حديث نفس ، وذلك لا يخلو عنه مسلم . وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقع له السهو في صلاته فضلاً عن غيره . والمراءاة مفاعلة من الإراءة ؛ لأن المرائي يرائي الناس عمله ، وهم يرونه الثناء عليه والإعجاب به ، ولا يكون الرجل مرائياً بإظهار الفرائض ، فمن حقها الإعلان بها لقوله صلى الله عليه وسلم : " ولا غمة في فرائض الله " ، والإخفاء في التطوع أولى ، فإن أظهره قاصداً للاقتداء به كان جميلاً . والماعون : الزكاة . وعن ابن مسعود رضي الله عنه : ما يتعاور في العادة من الفأس والقدر والدلو والمقدحة ونحوها ، وعن عائشة رضي الله عنها : الماء والنار والملح والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.