تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{فَوَيۡلٞ لِّلۡمُصَلِّينَ} (4)

الآيات 4-7 : وقوله تعالى : { فويل للمصلين } { الذين هم عن صلاتهم ساهون } { الذين هم يراءون } { ويمنعون الماعون }{[24086]}إن كان هذا في أهل النفاق ، كذلك كانوا لا يفعلون شيئا من الطاعات إلا وكانوا عنها لاهين ساهين ، وإذا فعلوا شيئا منها فعلوا مراآة كقوله تعالى : { ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى ولا ينفقون إلا وهم } ( التوبة : 54 ) فذكر كسلهم وبخلهم .

فعلى ذلك يجوز أن يكون قوله تعالى : { فويل للمصلين } إلا آخر ما ذكر في المنافقين على ما ذكرنا من نعتهم .

وجائز أن يكون في أهل الكفر ، وأهل الكفر يصلون كقوله : { وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية } ( الأنفال : 35 } أخبر أن صلاتهم في الحقيقة ليست بصلاة ، فجائز / 654 ب/ أن تكون على صورة الحقيقة ، وقد ذكر أنهم كانوا يصلون مستقبلين نحو أصنامهم ، يرون الناس كثرة اجتهادهم في طاعة الأصنام حتى إذا رآهم من نأى عنهم ظن أنه حق ، فيكون في ذلك صد عن إجابة الرسول ودفع وجوه القوم عنه . فذلك قوله : { إلا مكاء وتصدية } .

ويحتمل أن يكون كناية عن الخضوع والتذلل ، فيكون معناه : ويل للذين لا يخضعون ، ولا يخشعون .


[24086]:ساقطة من الأصل وم