وفي ظل هذا المصير المخيف للذين كفروا وصدوا عن سبيل الله وشاقوا الرسول . . يلتفت إلى الذين آمنوا ليحذرهم ظل هذا المصير ، ويوجههم إلى طاعة الله وطاعة الرسول :
( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ، ولا تبطلوا أعمالكم ) . .
وهذا التوجيه يوحي بأنه كان في الجماعة المسلمة يومئذ من لا يتحرى الطاعة الكاملة ؛ أو من تثقل عليه بعض التكاليف ، وتشق عليه بعض التضحيات ، التي يقتضيها جهاد هذه الطوائف القوية المختلفة التي تقف للإسلام ، وتناوشه من كل جانب ؛ والتي تربطها بالمسلمين مصالح ووشائج قربى يصعب فصمها والتخلي عنها نهائيا كما تقتضي العقيدة ذلك .
ولقد كان وقع هذا التوجيه عنيفا عميقا في نفوس المسلمين الصادقين ؛ فارتعشت له قلوبهم ، وخافوا أن يقع منه ما يبطل أعمالهم ، ويذهب بحسناتهم . .
قال الإمام أحمد بن نصر المروزي في كتاب الصلاة : حدثنا أبو قدامة ، حدثنا وكيع ، حدثنا أبو جعفر الرازي ، عن الربيع بن أنس ، عن أبي العالية ، قال : كان أصحاب رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] يرون أنه لا يضر مع لا إله إلا الله ذنب ، كما لا ينفع مع الشرك عمل ، فنزلت : ( أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم ) . . فخافوا أن يبطل الذنب العمل .
وروي من طريق عبد الله بن المبارك ، أخبرني بكر بن معروف ، عن مقاتل بن حيان ، عن نافع ، عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال : " كنا معشر أصحاب رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] نرى أنه ليس شيء من الحسنات إلا مقبول ، حتى نزلت : ( أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم ) . . فقلنا : ما هذا الذي يبطل أعمالنا ? فقلنا : الكبائر الموجبات والفواحش . حتى نزل قوله تعالى : ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ) . . فلما نزلت كففنا عن القول في ذلك . فكنا نخاف على من أصاب الكبائر والفواحش ونرجو لمن لم يصبها " .
ومن هذه النصوص يتجلى كيف كانت نفوس المسلمين الصادقين تتلقى آيات القرآن : كيف تهتز لها وتضطرب ، وكيف ترتجف منها وتخاف ، وكيف تحذر أن تقع تحت طائلتها ، وكيف تتحرى أن تكون وفقها ، وأن تطابق أنفسها عليها . . وبهذه الحساسية في تلقي كلمات الله كان المسلمون مسلمين من ذلك الطراز !
33- { يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم } .
امتن بعض المسلمين بإيمانهم على الرسول صلى الله عليه وسلم ، فبين القرآن أن هذا المن يبطل العمل ، فالفضل لله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، وبهذا كان القرآن الكريم يرتفع بالمسلمين إلى مستوى الإخلاص والنقاء والصفاء في إيمانهم .
يا أيها الذين آمنوا ، اصدقوا في إيمانكم بطاعة الله ، والتزام أوامره ، وطاعة الرسول ، وتنفيذ توجيهاته .
بالرياء ، أو المن والأذى ، أو المعاصي .
قال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى . . . } ( البقرة : 264 ) .
وقال سبحانه وتعالى : { يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا على إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين } . ( الحجرات : 17 ) .
أخرج ابن أبي حاتم ، ومحمد بن نصر المروزي في كتاب الصلاة ، عن أبي العالية قال : كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يرون أنه لا يضر مع ( لا إله إلا الله ) ذنب ، كما لا ينفع مع الشرك عمل ، فنزلت الآية : { يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم } .
فخافوا أن يبطل الذنب العمل ، أي أن الكبائر الموجبات والفواحش تستوجب غضب الله وسخطه .
وعن ابن عباس قال : لا تبطلوا أعمالكم بالرياء والسمعة ، أو بالشك والنفاق .
وقيل : إن ناسا من بني أسد قد أسلموا ، وقالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم : قد آثرناك وجئناك بنفوسنا وأهلينا ، كأنهم يمنون ، فنزلت ، ويستدل الفقهاء بهذه الآية على تحريم قطع الفرض ، وكراهة قطع النفل من غير موجب لذلك ، وإذا كان الله قد نهى عن إبطال الأعمال ، فهو أمر بإصلاحها وإكمالها وإتمامها ، والإتيان بها على الوجه الذي تصلح به علما وعملا .
{ 33 } { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ }
يأمر تعالى المؤمنين بأمر به تتم أمورهم ، وتحصل سعادتهم الدينية والدنيوية ، وهو : طاعته وطاعة رسوله في أصول الدين وفروعه ، والطاعة هي امتثال الأمر ، واجتناب النهي على الوجه المأمور به بالإخلاص وتمام المتابعة .
وقوله : { وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ } يشمل النهي عن إبطالها بعد عملها ، بما يفسدها ، من من بها وإعجاب ، وفخر وسمعة ، ومن عمل بالمعاصي التي تضمحل معها الأعمال ، ويحبط أجرها ، ويشمل النهي عن إفسادها حال وقوعها بقطعها ، أو الإتيان بمفسد من مفسداتها .
فمبطلات الصلاة والصيام والحج ونحوها ، كلها داخلة في هذا ، ومنهي عنها ، ويستدل الفقهاء بهذه الآية على تحريم قطع الفرض ، وكراهة قطع النفل ، من غير موجب لذلك ، وإذا كان الله قد نهى عن إبطال الأعمال ، فهو أمر بإصلاحها ، وإكمالها وإتمامها ، والإتيان بها ، على الوجه الذي تصلح به علما وعملا .
قوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم } قال عطاء : بالشك والنفاق ، وقال الكلبي : بالرياء والسمعة ، وقال الحسن : بالمعاصي والكبائر . وقال أبو العالية : كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يرون أنه لا يضر مع الإخلاص ذنب كما لا ينفع مع الشرك عمل ، فنزلت هذه الآية فخافوا الكبائر بعد أن تحبط الأعمال . وقال مقاتل : لا تمنوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فتبطلوا أعمالكم ، نزلت في بني أسد ، وسنذكره في سورة الحجرات إن شاء الله تعالى .
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
يقول تعالى ذكره:"يا أيّها الّذِينَ آمَنُوا" بالله ورسوله "أطِيعُوا اللّهَ وأطِيعُوا الرّسُولَ "في أمرهما ونهيهما، "وَلا تَبْطِلُوا أعمالَكُمْ" يقول: ولا تبطلوا بمعصيتكم إياهما، وكفركم بربكم ثواب أعمالكم فإن الكفر بالله يحبط السالف من العمل الصالح...
تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :
أي أطيعوا الله في الجهاد، ولا تبطلوا حسناتكم بالرياء والسمعة. ويحتمل {ولا تُبطلوا أعمالكم} بالارتداد والكفر بعد الإيمان. ويحتمل أن لا تُبطلوا أعمالكم بالمنّ على الله أو على الرسول في الإسلام، أي تُسلمون، وتمنّون على الله أو على رسوله كقوله تعالى: {يمنّون عليك أن أسلموا قل لا تمُنّوا عليّ} الآية [الحجرات: 17]. وقال قتادة: {ولا تبطلوا أعمالكم} بالريّاء...
تفسير القرآن العظيم لابن كثير 774 هـ :
ثم أمر تعالى عباده المؤمنين بطاعته وطاعة رسوله التي هي سعادتهم في الدنيا والآخرة، ونهاهم عن الارتداد الذي هو مبطل للأعمال؛ ولهذا قال: {وَلا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ} أي: بالردة؛ ولهذا قال بعدها: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ مَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ}،...
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :
{يا أيها الذين آمنوا} أي أقروا بألسنتهم {أطيعوا الله} أي الملك الأعظم تصديقاً لدعواكم طاعته بشدة الاجتهاد فيها أنها خالصة، وعظم الرسول الله صلى الله عليه وسلم بإفراده فقال تعالى: {وأطيعوا الرسول} لأن طاعته من طاعة الذي أرسله، فإذا فعلتم ذلك حققتم أنفسكم وأعمالكم كما مضى أول السورة... {ولا تبطلوا أعمالكم} أي بمعصيتهما، فإن الأعمال الصالحة إذا نوى لها ما لا يرضيهما بطلب وإن كانت في الذروة من حسن الصورة، فكانت صورة بلا معنى، فهي مما يكون هباء منثوراً مثل ما فعل أولئك المظهرون للإيمان المبطنون للمشاققة بالنفاق والرياء والعجب والمن والأذى ونحو ذلك من المعاصي، ولكن السياق بسياقه ولحاقه يدل على أن الكفر هو المراد الأعظم بذلك...
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي 1376 هـ :
يأمر تعالى المؤمنين بأمر به تتم أمورهم، وتحصل سعادتهم الدينية والدنيوية، وهو: طاعته وطاعة رسوله في أصول الدين وفروعه، والطاعة هي امتثال الأمر، واجتناب النهي على الوجه المأمور به بالإخلاص وتمام المتابعة...
ويستدل الفقهاء بهذه الآية على تحريم قطع الفرض، وكراهة قطع النفل، من غير موجب لذلك، وإذا كان الله قد نهى عن إبطال الأعمال، فهو أمر بإصلاحها، وإكمالها وإتمامها، والإتيان بها، على الوجه الذي تصلح به علما وعملا...
التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :
{يا أيها الذين آمنوا} مقابل وصف الكفر في قوله: {إن الذين كفروا} [محمد: 32]، وطاعة الله مقابل الصدّ عن سبيل الله، وطاعةُ الرسول ضد مشاقة الرسول صلى الله عليه وسلم والنهي عن إبطال الأعمال ضد بطلان أعمال الذين كفروا. فطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم التي أمروا بها هي امتثال ما أمَر به ونهَى عنه من أحكام...
تفسير من و حي القرآن لحسين فضل الله 1431 هـ :
{يا أيّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَلاَ تُبْطِلُواْ أَعْمَالَكُمْ}» [3]. وقد استدل بها الفقهاء على حرمة إبطال الأعمال بعد الشروع فيها، وفرّعوا عليه حرمة إبطال الصلاة بعد الشروع فيها. وذكر بعضهم أن الأعمال لا تبطل بالإتيان بالمعاصي بعدها، لعدم ارتباط الأعمال ببعضها البعض في مجال الطاعة أو القبول، لأن لكل أمرٍ طاعته وعصيانه، وبطلانه وصحته في دائرته الخاصة...
وجاء في تفسير الميزان، أن «المراد بحسب المورد، من طاعة الله، طاعته في ما شرّع وأنزل من حكم القتال، ومن طاعة الرسول، طاعته في ما بلَّغ منه وفي ما أمر به منه ومن مقدماته بما له من الولاية فيه، وبإبطال الأعمال، التخلف عن حكم القتال، كما تخلف المنافقون...» [4]. ولكننا نلاحظ أن الظاهر من الآية ورودها في مقام بيان القاعدة الكلية للمسألة، ليترتب عليها الفروع الصغيرة، في ما يبتلى به المسلمون من ذلك، ولعلّ ما ذكرناه في تفسيرها هو الأقرب إلى جوّ الآية التي تريد أن تجعل الأعمال التي يقوم بها المسلمون في دائرة الأقرب إلى طاعة الله وطاعة الرسول، حتى لا يكون جهدهم ضائعاً وعملهم باطلاً؛ والله العالم.
الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :
أُسلوب الآية يوحي بأنّ من بين المؤمنين أفراداً كانوا قد قصروا في طاعة الله ورسوله وفي حفظ أعمالهم عن التلوث بالباطل، ولذلك فإنّ الله سبحانه يحذّرهم في هذه الآية...
الأولى- قوله تعالى : " يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول " لما بين حال الكفار أمر المؤمنين بلزوم الطاعة في أوامره والرسول في سننه . " ولا تبطلوا أعمالكم " أي حسناتكم بالمعاصي ، قاله الحسن . وقال الزهري : بالكبائر . ابن جريج : بالرياء والسمعة . وقال مقاتل والثمالي : بالمن ، وهو خطاب لمن كان يمن على النبي صلى الله عليه وسلم بإسلامه . وكله متقارب ، وقول الحسن يجمعه . وفيه إشارة إلى أن الكبائر تحبط الطاعات ، والمعاصي تخرج عن الإيمان .
الثانية- احتج علماؤنا وغيرهم بهذه الآية على أن التحلل من التطوع - صلاة كان أو صوما - بعد التلبس به لا يجوز ، لأن فيه إبطال العمل وقد نهى الله عنه . وقال من أجاز ذلك - وهو الإمام الشافعي وغيره - : المراد بذلك إبطال ثواب العمل المفروض ، فنهى الرجل عن إحباط ثوابه . فأما ما كان نفلا فلا ، لأنه ليس واجبا عليه . فإن زعموا أن اللفظ عام فالعام يجوز تخصيصه أن النفل تطوع ، والتطوع يقتضي تخييرا . وعن أبي العالية كانوا يرون أنه لا يضر مع الإسلام ذنب ، حتى نزلت هذه الآية فخافوا الكبائر أن تحبط الأعمال . وقال مقاتل : يقول الله تعالى إذا عصيتم الرسول فقد أبطلتم أعمالكم .
{ ولا تبطلوا أعمالكم } يحتمل أربعة معان :
أحدها : لا تبطلوا أعمالكم بالكفر بعد الإيمان .
الثاني : لا تبطلوا حسناتكم بفعل السيئات ذكره الزمخشري وهذا على مذهب المعتزلة خلافا للأشعرية فإن مذهبهم أن السيئات لا تبطل الحسنات .
الثالث : لا تبطلوا أعمالكم بالرياء والعجب .
الرابع : لا تبطلوا أعمالكم بأن تقتطعوها قبل تمامها ، وعلى هذا أخذ الفقهاء الآية : وبهذا يستدلون على أن من ابتدأ نافلة لم يجز له قطعها ، وهذا أبعد هذه المعاني .
والأول أظهر لقوله قبل ذلك في الكفار أو المنافقين ، و{ سيحبط أعمالهم } فكأنه يقول : يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا أعمالكم مثل هؤلاء الذين أحبط الله أعمالهم بكفرهم وصدهم عن سبيل الله ومشاقتهم الرسول .
ولما حدى ما تقدم كله من ترغيب المخلص وترهيب المتردد والمبطل إلى الإخلاص ودعا إلى ذلك مع بيان{[59908]} أنه لا غرض أصلاً ، وإنما هو رحمة ولطف وإحسان و{[59909]} منّ ، أنتج قوله منادياً من احتاج إلى النداء {[59910]}من نوع{[59911]} بعد لاحتياجه إلى ذلك وعدم مبادرته{[59912]} قبله : { يا أيها الذين آمنوا } أي أقروا بألسنتهم { أطيعوا الله } أي الملك الأعظم تصديقاً لدعواكم طاعته{[59913]} بشدة الاجتهاد فيها أنها خالصة ، وعظم الرسول الله صلى الله عليه وسلم بإفراده فقال تعالى : { وأطيعوا الرسول } لأن طاعته من{[59914]} طاعة الذي أرسله ، فإذا فعلتم ذلك حققتم{[59915]} أنفسكم وأعمالكم كما مضى أول السورة ، فتكون صحيحة ببنائها على الطاعة{[59916]} بتصحيح النيات وتصفيتها مع الإحسان للصورة في الظاهر ليكمل العمل صورة وروحاً .
ولما كانت الطاعة قد تحمل على إقامة الصورة الظاهرة ، قال منبهاً على الإخلاص لتكمل حساً ومعنى : { ولا تبطلوا أعمالكم * } أي بمعصيتهما ، فإن الأعمال الصالحة إذا نوى لها ما لا يرضيهما بطلب وإن كانت في الذروة من حسن الصورة ، فكانت صورة بلا معنى ، فهي مما يكون هباء منثوراً مثل ما فعل أولئك المظهرون للإيمان المبطنون للمشاققة بالنفاق والرياء والعجب والمن{[59917]} والأذى ونحو ذلك من المعاصي ، ولكن السياق بسياقه ولحاقه يدل على أن الكفر هو المراد الأعظم بذلك ، والآية من الاحتباك-{[59918]} : ذكر الطاعة أولاً دليلاً على المعصية ثانياً ، والإبطال ثانياً دليلاً على الصحة أولاً ، وسره أنه أمر بمبدأ{[59919]} السعادة ونهى عن نهاية الفساد ثانياً ، لأنه أعظم في النهي عن الفساد لما فيه من تقبيح صورته وهتك سريرته .