في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{أَفَعَيِينَا بِٱلۡخَلۡقِ ٱلۡأَوَّلِۚ بَلۡ هُمۡ فِي لَبۡسٖ مِّنۡ خَلۡقٖ جَدِيدٖ} (15)

1

وفي ظل هذه المصارع يعود إلى القضية التي بها يكذبون . قضية البعث- من جديد . فيسأل : ( أفعيينا بالخلق الأول ? ) . . والخلق شاهد حاضر فلا حاجة إلى جواب ! ( بل هم في لبس من خلق جديد ) . . غير ناظرين إلى شهادة الخلق الأول الموجود ! فماذا يستحق من يكذب وأمامه ذلك الشاهد المشهود ? !

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{أَفَعَيِينَا بِٱلۡخَلۡقِ ٱلۡأَوَّلِۚ بَلۡ هُمۡ فِي لَبۡسٖ مِّنۡ خَلۡقٖ جَدِيدٖ} (15)

12

المفردات :

أفعيينا : أفعجزنا عن الإبداء حتى نعجز عن الإعادة ، والعيّ بالأمر العجز عنه ، والهمزة للاستفهام الإنكاري .

لبس : شك شديد ، وحيرة واختلاط .

التفسير :

15- { أفعيينا بالخلق الأول بل هم في لبس من خلق جديد } .

استفهام إنكاري مؤداه : هل عجزنا عن خلق الإنسان من تراب ، ثم من نطفة ، ثم من علقة ، ثم من مضغة إلى أن صار خلقا آخر ، تبارك الله أحسن الخالقين الذي خلقه ؟ هل عجزنا عن خلق هذا الكون ، بكل ما فيه من سماء وأرض وفضاء ، وأنهار وأشجار وبحار ، وليل ونهار ، وشمس وقمر وكواكب ؟ هل عجزنا عن حفظ هذا الكون وتماسكه بلايين السنين ؟

وإذا كان ذلك لم يعجزنا ، فإن الإعادة أهون من البدء ، كما قال تعالى : { وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه . . . } ( الروم : 27 ) .

فالله سبحانه على كل شيء قدير ، ولا يعجزه شيء في السماوات ولا في الأرض ، وهم يسلمون بأن الخالق للكون ولآدم وذريته هو الله ، ثم يقعون بعد ذلك في الحيرة والشك والاضطراب والاختلاط ، حين يتعلق الأمر بالنشأة الآخرة والبعث بعد الموت .

جاء في الحديث القدسي الصحيح ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( يقول الله تعالى : يؤذيني ابن آدم ، يقول : لن يعيدني كما بدأني ، وليس أول الخلق بأهون علي من إعادته )8 .

والخلاصة :

إننا لم نعجز عن خلق هذا الكون ، وخلق الإنسان أول مرة ، وإذا لم نعجز عن البدء ، فإن الإعادة أهون من البدء ، لكن الكفار في حيرة واضطراب ، منهم من يؤمن بالبعث ، ومنهم من ينكره ، وما تكذيب المكذبين إلا من باب تقليد السابقين ، أو المكابرة والعناد ، أو الشك واللبس وعدم الاهتداء .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{أَفَعَيِينَا بِٱلۡخَلۡقِ ٱلۡأَوَّلِۚ بَلۡ هُمۡ فِي لَبۡسٖ مِّنۡ خَلۡقٖ جَدِيدٖ} (15)

ثم استدل تعالى بالخلق الأول -وهو المنشأ الأول{[819]}  - على الخلق الآخر ، وهو النشأة الآخرة .

فكما{[820]}  أنه الذي أوجدهم بعد العدم ، كذلك يعيدهم بعد موتهم وصيرورتهم إلى [ الرفات ] والرمم ، فقال : { أَفَعَيِينَا } أي : أفعجزنا وضعفت قدرتنا { بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ } ؟ ليس الأمر كذلك ، فلم نعجز ونعي عن ذلك ، وليسوا في شك من ذلك ، وإنما هم في لبس من خلق جديد هذا الذي شكوا فيه ، والتبس عليهم أمره ، مع أنه لا محل للبس فيه ، لأن الإعادة ، أهون من الابتداء كما قال تعالى : { وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ }


[819]:- في ب: النشأة الأولى.
[820]:- كذا في ب، وفي أ: وأنه كما أنه
 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{أَفَعَيِينَا بِٱلۡخَلۡقِ ٱلۡأَوَّلِۚ بَلۡ هُمۡ فِي لَبۡسٖ مِّنۡ خَلۡقٖ جَدِيدٖ} (15)

{ أفعيينا بالخلق الأول } أي أعجزنا عنه حتى نعيى بالإعادة { بل هم في لبس }

شك { من خلق جديد } أي البعث

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{أَفَعَيِينَا بِٱلۡخَلۡقِ ٱلۡأَوَّلِۚ بَلۡ هُمۡ فِي لَبۡسٖ مِّنۡ خَلۡقٖ جَدِيدٖ} (15)

قوله تعالى : " أفعيينا بالخلق الأول " أي أفعيينا به فنعيا بالبعث . وهذا توبيخ لمنكري البعث وجواب قولهم : " ذلك رجع بعيد " [ ق : 3 ] . يقال : عييت بالأمر إذا لم تعرف وجهه . " بل هم في لبس من خلق جديد " أي في حيرة من البعث منهم مصدق ومنهم مكذب ، يقال : لَبَس عليه الأمر يلبِسه لَبْسا .

 
تفسير الجلالين للمحلي والسيوطي - تفسير الجلالين [إخفاء]  
{أَفَعَيِينَا بِٱلۡخَلۡقِ ٱلۡأَوَّلِۚ بَلۡ هُمۡ فِي لَبۡسٖ مِّنۡ خَلۡقٖ جَدِيدٖ} (15)

{ أفعيينا بالخلق الأول بل هم في لبس من خلق جديد }

{ أفعيينا بالخلق الأول } أي لم نعي به فلا نعيا بالإعادة { بل هم في لبس } شك { من خلق جديد } وهو البعث .