في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{لِّيُنذِرَ مَن كَانَ حَيّٗا وَيَحِقَّ ٱلۡقَوۡلُ عَلَى ٱلۡكَٰفِرِينَ} (70)

( لينذر من كان حياً ، ويحق القول على الكافرين ) . .

ويضع التعبير القرآني الكفر في مقابل الحياة . فيجعل الكفر موتاً ، ويجعل استعداد القلب للإيمان حياة . ويبين وظيفة هذا القرآن بأنه نزل على الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] لينذر من به حياة . فيجدي فيهم الإنذار ، فأما الكافرون فهم موتى لا يسمعون النذير ؛ وظيفة القرآن بالقياس إليهم هي تسجيل الاستحقاق للعذاب ، فإن الله لا يعذب أحداً حتى تبلغه الرسالة ثم يكفر عن بينة ويهلك بلا حجة ولا معذرة !

وهكذا يعلم الناس أنهم إزاء هذا القرآن فريقان : فريق يستجيب فهو حي . وفريق لا يستجيب فهو ميت ويعلم هذا الفريق أن قد حق عليه القول ، وحق عليه العذاب !

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{لِّيُنذِرَ مَن كَانَ حَيّٗا وَيَحِقَّ ٱلۡقَوۡلُ عَلَى ٱلۡكَٰفِرِينَ} (70)

المفردات :

حيا : حيّ القلب مستنير البصيرة .

ويحق القول : ويثبت القول بالعذاب ، ويجب على الكافرين .

التفسير :

70 –{ لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين } .

القرآن الكريم ليس شعرا ، ومحمد صلى الله عليه وسلم ليس شاعرا ، وما ينبغي أن يكون شاعرا ، وما الوحي إلا وعظ وهداية وتوجيه ، وقرآن واضح المنهج منير للطريق .

{ لينذر من كان حيا . . . }

ليحذر من كان في قلبه حياة وتفتح ، وبعد عن الكفر والهوى ، فيستجيب لكتاب الله وينتفع به .

{ ويحق القول على الكافرين } .

وتجب كلمة العذاب على من كفر بالله ، وبعد أن تقوم عليه الحجة . وتصله الرسالة وآيات القرآن المبين .

قال تعالى : { رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزا حكيما } [ النساء : 165 ]

من تفسير ابن كثير

ثبت في الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم تمثل يوم حفر الخندق بأبيات عبد الله بن رواحة رضي الله عنه ، ولكن تبعا لقول أصحابه ، رضي الله عنهم ، فإنهم كانوا يرتجزون وهم يحفرون فيقولون :

لا هم لولا أنت ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا

فأنزل سكينة علينا وثبّت الأقدام إن لقينا

إن أولاء قد بغوا علينا إذ أردوا فتنة أبينا 31

ويرفع صلى الله عليه وسلم صوته ، بقوله : " أبينا " ويمدّها ، وقد روى هذا بزحاف في الصحيحين أيضا .

وكذلك ثبت في الصحيحين عن جندب بن عبد الله رضي الله عنه ، قال : كنّا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غار ، فنكبت أصبعه فقال صلى الله عليه وسلم :

هل أنت إلا أصبع دميت وفي سبيل الله ما لقيت 32

وكل هذا لا ينافي كونه صلى الله عليه وسلم ما عُلّم شعرا وما ينبغي له ، فإن الله تعالى إنما علمه القرآن العظيم : 33 { لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد } . [ فصلت : 42 ] .