اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{لِّيُنذِرَ مَن كَانَ حَيّٗا وَيَحِقَّ ٱلۡقَوۡلُ عَلَى ٱلۡكَٰفِرِينَ} (70)

قوله : { لِّيُنذِرَ } قرأ نافع وابن عامر هنا وفي الأحقاف{[46596]} { لُتْنِذرَ } خطاباً{[46597]} ، والباقون بالغيبة بخلاف عن البّزِّي في الأحقاف{[46598]} ، والغيبة يحتمل أن يكون الضمير فيما للنبي - صلى الله عليه وسلم - وأن يكون للقرآن{[46599]} . وقرأ الجَحْدَرِيُّ واليَمَانِيُّ «لتُنْذَرَ » مبنياً للمفعول{[46600]} . وأبو السَّمَّال واليمانيّ أيضاً- ليَنْذَرَ - بفتح الياء والذّال من نَذِرَ بكسر الذال أي علم فتكون «مَنْ » فَاعِلاً{[46601]} .

فصل

المعنى لتنذِرَ القرآنَ مَنْ كَانَ حياً يعني مؤمناً حي القلب لأن الكافر كالميتِ في أنه لا يتدبر{[46602]} ولا يتفكر قال تعالى : { أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي الناس } [ الأنعام : 122 ] وقيل : من كان حياً أي عاقلاً{[46603]} وذكر{[46604]} الزمخشري في«رَبِيع الأَبْرَارِ » «وَيحِقَّ الْقَوْلُ » ويجب العذاب{[46605]} على الكافر .


[46596]:من الآية 12 {لسانا عربيا لتنذر الذين ظلموا وبشرى للمحسنين}.
[46597]:من القراءة المتواترة. انظر: السبعة 544 والإتحاف 366 و 367 والنشر 2/355 وحجة ابن خالويه 300 والكشاف 3/330.
[46598]:الإتحاف 390 والنشر 2/372 و 373 فمن راو عنه بالخطاب ومن راو بالغيب.
[46599]:السمين 4/532.
[46600]:روى ابن خالويه تلك القراءة في المختصر 126 وانظر البحر 7/346 والكشاف 3/330.
[46601]:السمين 4/533، والبحر 7/346 والكشاف 3/330.
[46602]:معالم التنزيل للبغوي 6/16.
[46603]:وهو رأي الضحاك والزجاج. انظر: زاد المسير 7/37 ومعاني القرآن وإعرابه للزجاج 4/294.
[46604]:كذا هنا وفي ب ذكره الزمخشري وهذا خطأ، لأن الكلام السابق للضحاك ومن حذا حذوه ويصح أن يكون للزمخشري إذا اعتبرنا سقوط الواو فلقد أخبر عن "حيا" في الكشاف 3/330 أي عاقلا متأملا.
[46605]:الكشاف 3/330.