وقوله : إنّا مَكّنا لَهُ الأرْضِ وآتَيْناهُ مِنْ كُلّ شَيْءٍ سبَبا يقول : إنا وطأنا له في الأرض ، وآتَيْناهُ مِنْ كُلّ شَيْءٍ سبَبا يقول : وآتيناه من كلّ شيء : يعني ما يتسبب إليه وهو العلم به .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :
حدثني عليّ ، قال : حدثنا عبد الله ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس ، قوله : وآتَيْناهُ مِنْ كُلّ شَيْءٍ سبَبا يقول : علما .
حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : وآتَيْناهُ مِنْ كُلّ شَيْءٍ سبَبا : أي علما .
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : وآتَيْناهُ مِنْ كُلّ شَيْءٍ سبَبا قال : من كلّ شيء علما .
حدثنا القاسم ، قال : حدثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جريج ، قوله : وآتَيْناهُ مِنْ كُلّ شَيْءٍ سبَبا قال : علم كلّ شيء .
حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس وآتَيْناهُ مِنْ كُلّ شَيْءٍ سبَبا علما .
حُدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : حدثنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : وآتَيْناهُ مِنْ كُلّ شَيْءٍ سبَبا يقول : علما .
والتمكين له في الأرض أنه ملك الدنيا ، ودانت له الملوك كلها ، فروي أن جميع من ملك الدنيا كلها أربعة : مؤمنان وكافران ، والمؤمنان : سليمان بن داود ، والإسكندر ، والكافران نمرود وبخت نصر ، وقوله { وآتيناه من كل شيء سبباً } معناه علماً في كل أمر ، وأقيسة يتوصل بها إلى معرفة الأشياء ، وقوله { كل شيء } عموم ، معناه الخصوص في كل ما يمكن أن يعلمه ويحتاج إليه ، وثم لا محالة أشياء لم يؤتَ منها سبباً يعلمها به ، واختلف في { ذي القرنين } فقيل هو نبي ، وهذا ضعيف . وقيل هو ملَك بفتح اللام ، وروي عن علي بن أبي طالب أنه سمع رجلاً يدعو آخر يا ذا القرنين ، فقال أما كفاكم أن تسميتم بأسماء الأنبياء حتى تسميتم بأسماء الملائكة .
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل عنه فقال «ملك مسح الأرض من تحتها بالأسباب »{[7890]} وقيل هو عبد ملِك بكسر اللام صالح ، نصح لله فأيده ، قاله علي بن أبي طالب ، وقال فيكم اليوم مثله ، وعنى بذلك نفسه ، والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.