تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{فَإِذَا فَرَغۡتَ فَٱنصَبۡ} (7)

ثم أمر الله رسوله أصلًا ، والمؤمنين تبعًا ، بشكره والقيام بواجب نعمه ، فقال :{ فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ } أي : إذا تفرغت من أشغالك ، ولم يبق في قلبك ما يعوقه ، فاجتهد في العبادة والدعاء .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{فَإِذَا فَرَغۡتَ فَٱنصَبۡ} (7)

ثم أمر نبيه عليه الصلاة والسلام إذا فرغ من شغل من أشغال النبوة والعبادة أن ينصب في آخر ، والنصب : التعب ، فالمعنى أن يدأب على ما أمر به ولا يفتر ، وقال ابن عباس رضي الله عنهما : المعنى : فإذا فرغت من فرضك فانصب في التنفل عبادة لربك ، وقال ابن مسعود : فانصب في قيام الليل ، وعن مجاهد : فإذا فرغت من شغل دنياك فانصب في عبادة ربك ، وقيل : المعنى : إذا فرغت من الركعات فاجلس في التشهد وانصب في الدعاء ، وقال ابن عباس وقتادة : معنى الكلام : فإذا فرغت من العبادة فانصب في الدعاء ، وقال الحسن بن أبي الحسن : فإذا فرغت من الجهاد فانصب في العبادة ، ويعترض هذا التأويل بأن الجهاد فرض بالمدينة .

وقرأ أبو السمال ( فرغت ) بكسر الراء ، وهي لغة ، وقرأ قوم ( فانصب ) بشد الباء وفتحها ، ومعناها : إذا فرغت من الجهاد ( فانصب ) إلى المدينة ، ذكرها النقاش منبها على أنها خطأ ، وقرأ آخرون من الإمامية : ( فانصب ) بكسر الصاد بمعنى إذا فرغت من أمر النبوة ( فانصب ) خليفة ، وهي قراءة شاذة ضعيفة المعنى لم تثبت عن عالم ، ومر شريح على رجلين يصطرعان فقال : ليس بهذا أمر الفراغ ، تلا هذه الآية .