يذكر تعالى عن الملائكة أنهم أمروه أن يَسري بأهله بعد مضي جانب من الليل ، وأن يكون لوط ، عليه السلام ، يمشي وراءهم ، ليكون أحفظ لهم .
وهكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي في الغَزاة بما كان يكون{[16201]} ساقة ، يُزجي الضعيف ، ويحمل المنقطع{[16202]}
وقوله : { وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ } أي : إذا سمعتم الصيحة بالقوم فلا تلتفتوا إليهم ، وذروهم فيما حل بهم من العذاب والنكال { وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ } كأنه كان معهم من يهديهم السبيل .
وقرأت فرقة «فاسر » بوصل الألف ، وقرأت فرقة «فأسر » بقطع الألف ، يقال سرى وأسرى بمعنى ، إذا سار ليلاً ، وقال النابغة : [ البسيط ]
أسرت عليه من الجوزاء سارية{[7198]} . . . فجمع بين اللغتين{[3]} في بيت ، وقرأ اليماني «فيسر بأهلك » ، وهذا الأمر بالسرى هو عند الله تعالى ، أي يقال لك ، و «القطع » الجزء من الليل ، وقرأت فرقة «بقطَع » بفتح الطاء حكاه منذر بن سعيد .
وقوله : { واتبع أدبارهم } أي كن خلفهم وفي ساقتهم حتى لا يبقى منهم أحد ولا يتلوى ، و { حيث } في مشهورها ظرف مكان ، وقالت فرقة أمر لوط أن يسير إلى زغر{[7199]} ، وقيل : إلى موضع نجاة غير معروف عندنا ، وقالت فرقة : { حيث } قد تكون ظرف زمان ، وأنشد أبو علي في هذا بيت طرفة : [ المديد ]
للفتى عقل يعيش به . . . حيث تهدي ساقه قدمه{[7199]}
كأنه قال مدة مشيه وتنقله ، وهذه الآية من حيث أمر أن يسري { بقطع من الليل } ثم قيل له «حيث تؤمر » . ونحن لا نجد في الآية أمراً له لا في قوله { بقطع من الليل } أمكن أن تكون { حيث } ظرف زمان ، و { يلتفت } مأخوذ من الالتفات الذي هو نظر العين ، قال مجاهد : المعنى لا ينظر أحد وراءه .
قال القاضي أبو محمد : ونهوا عن النظر مخافة العقلنة وتعلق النفس بمن خلف ، وقيل بل لئلا تتفطر قلوبهم من معاينة ما جرى على القرية في رفعها وطرحها . وقيل { يلتفت } معناه يتلوى من قولك لفت الأمر إذا لويته ، ومنه قولهم للعصيدة لفيتة لأنها تلوى ، بعضها على بعض{[7198]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.