تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{حمٓ} (1)

مقدمة السورة:

تفسير سورة فصلت {[1]}

وهي مكية .

يقول تعالى : { حم تَنزيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } يعني : القرآن منزل من الرحمن الرحيم ، كقوله تعالى : { قُلْ نزلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ } [ النحل : 102 ] ، وقوله : { وَإِنَّهُ لَتَنزيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ نزلَ بِهِ الرُّوحُ الأمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ } [ الشعراء : 192 - 194 ] .


[1]:زيادة من أ.
 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{حمٓ} (1)

مقدمة السورة:

بسم الله الرحمن الرحيم سورة فصلت هذه السورة مكية بإجماع من المفسرين{[1]} ويروى أن عتبة بن ربيعة ذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليبين عليه أمر مخالفته لقومه وليحتج عليه فيما بينه وبينه وليبعد ما جاء به فلما تكلم عتبة قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ' حم ' ومر في صدر هذه السورة حتى انتهى إلى قوله ' فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود '{[2]} فصلت13 فأرعد الشيخ وقف شعره{[3]} وأمسك على فم رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده وناشده بالرحم ان يمسك وقال حين فارقه والله لقد سمعت شيئا ما هو بالشعر ولا بالسحر ولا بالكهانة ولقد ظننت ان صاعقة العذاب على رأسي{[4]}

تقدم القول في أوائل السور مما يختص به الحواميم ، وأمال الأعمش { حم } [ فصلت : 1 ، الشورى : 1 ، الدخان : 1 ، الزخرف : 1 ، الجاثية : 1 ، الأحقاف : 1 ] في كلها .


[1]:- أي فيمن نزلت، أفي المؤمنين جميعا أم في مؤمني أهل الكتاب؟
[2]:- ولم يكن الله ليمتن على رسوله بإيتائه فاتحة الكتاب وهو بمكة، ثم ينزلها بالمدينة، ولا يسعنا القول بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقام بمكة بضع عشرة سنة يصلي بلا فاتحة الكتاب، هذا ما لا تقبله العقول، قاله الواحدي. وقوله تعالى: (ولقد آتيناك...) هو من الآية رقم (87) من سورة الحجر.
[3]:- أخرجه الإمام مالك في الموطأ المشهور بلفظ: (السبع المثاني القرآن العظيم الذي أعطيته) والترمذي وغيرهما، وخرج ذلك أيضا الإمام البخاري وغيره، عن أبي سعيد ابن المعلى في أول كتاب التفسير، وفي أول كتاب الفضائل بلفظ: (السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته). والسبع الطوال هي: البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنعام، والأعراف، والأنفال، فقوله: والسبع الطوال إلخ. رد على من يقول: إنما السبع المثاني.
[4]:- هو أبو هاشم المكي الليثي، وردت الرواية عنه في حروف القرآن، يروي عن أبيه ابن عمر.