تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَقَدۡ خَلَقَكُمۡ أَطۡوَارًا} (14)

{ وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا } أي : خلقا [ من ] بعد خلق ، في بطن الأم ، ثم في الرضاع ، ثم في سن الطفولية ، ثم التمييز ، ثم الشباب ، إلى آخر ما وصل إليه الخلق{[1240]} ، فالذي انفرد بالخلق والتدبير البديع ، متعين أن يفرد بالعبادة والتوحيد ، وفي ذكر ابتداء خلقهم تنبيه لهم على الإقرار بالمعاد ، وأن الذي أنشأهم من العدم قادر على أن يعيدهم بعد موتهم .


[1240]:- في ب: ثم إلى آخر ما يصل إليه الخلق.
 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَقَدۡ خَلَقَكُمۡ أَطۡوَارًا} (14)

{ وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا } قيل : معناه من نطفة ، ثم من علقة ، ثم من مضغة . قاله ابن عباس ، وعكرمة ، وقتادة ، ويحيى بن رافع ، والسدي ، وابن زيد .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَقَدۡ خَلَقَكُمۡ أَطۡوَارًا} (14)

وقوله تعالى : { وقد خلقكم أطواراً } قال ابن عباس ومجاهد : هي إشارة إلى التدريج الذي للإنسان في بطن أمه من النطفة والعلقة والمضغة ، وقال جماعة من أهل التأويل هي إشارة إلى العبرة في اختلاف ألوان الناس وخلقهم وخلقهم ومللهم ، والأطوار : الأحوال المختلفة . ومنه قول النابغة : [ البسيط ]

فإن أفاق فقد طارت عمايته . . . والمرء يخلق طوراً بعد أطوار{[11347]}


[11347]:هذا البيت من قصيدة نابغة بني ذبيان التي بدأها بقوله: (عوجوا فحيوا لنعم دمنة الدار)، يصف بيت "نعم" حبيبته بعد أن رحلت عنه ولم تترك غير الذكريات الحلوة،والضمير في (أفاق) يعود على قلبه، والعماية: الضلال، يقول: لولا ما كان بيني وبين نعم من صلات ومحبة لأقصر قلبي عن حبها، فإن أفاق من الهوى فلا عجب في ذلك فقد طالت ضلالته، والمرء يمكن أن يتبدل وتتغير أحواله، فهو كقول الآخر: (صحا القلب عن سلمى وأقصر باطله).