الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{وَقَدۡ خَلَقَكُمۡ أَطۡوَارًا} (14)

وقوله : { وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَاراً } في موضع الحال ، كأنه قال : ما لكم لا تؤمنون باللَّه والحال هذه وهي حال موجبة للإيمان به ، لأنه خلقكم أطواراً : أي تارات : خلقكم أوّلا تراباً ، ثم خلقكم نطفاً ، ثم خلقكم علقاً ، ثم خلقكم مضغاً ، ثم خلقكم عظاماً ولحماً ، ثم أنشأكم خلقاً آخر . أولا تخافون لله حلماً وترك معاجلة العقاب فتؤمنوا ؟ وقيل : ما لكم لا تخافون لله عظمة ؟ وعن ابن عباس : لا تخافون لله عاقبة ، لأن العاقبة حال استقرار الأمور وثبات الثواب والعقاب ، من «وقر » إذا ثبت واستقرّ . نبههم على النظر في أنفسهم أوّلاً ؛ لأنها أقرب منظور فيه منهم .