اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَقَدۡ خَلَقَكُمۡ أَطۡوَارًا} (14)

{ وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَاراً } .

يعني نطفة ، ثم علقة ، ثم مضغة ، ثم عظاماً ، ولحماً ، ثم أنشأناه خلقاً آخر .

وقيل : «أطْوَاراً » صبياناً ، ثم شباناً ، ثم شيوخاً ، وضعفاء ، ثم أقوياء .

وقيل : «أطواراً » ، أي : أنواعاً ، صحيحاً ، وسقيماً ، وبصيراً ، وضريراً ، وغنياً ، وفقيراً .

وقيل : الأطوار : اختلافهم في الأخلاق ، والأفعال .

قوله : { وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَاراً } ، جملة حالية من فاعل «تَرْجُونَ » .

والأطوار : الأحوال المختلفة .

قال الشَّاعرُ : [ البسيط ]

4880 - فإنْ أفَاقَ فقَدْ طَارتْ عَمايَتُهُ***والمَرْءُ يُخلقُ طَوْراً بَعْدَ أطْوارِ{[58005]}

وانتصابهُ على الحال ، أي : منتقلين من حال إلى حال ، أو مختلفين من بين مُسِيءٍ ، ومحسن ، وصالح ، وطالح .


[58005]:البيت للنابغة ينظر ديوانه (219) واللسان (طور)، والبحر المحيط 8/331، وروح المعاني 29/91.