فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَقَدۡ خَلَقَكُمۡ أَطۡوَارًا} (14)

{ وقد خلقكم أطوارا } أي والحال أنه سبحانه قد خلقكم على أطوار مختلفة وأحوال منافية لما أنتم عليه بالكلية ، فخلقكم تارة عناصر ثم أغذية ثم أخلاطا ثم نطفا ثم مضغا ثم علقا ثم عظاما ولحوما ثم أنشاكم خلقا آخر ، والطور في اللغة المرة ، وقال ابن الأنباري : الطور الحال والهيئة وجمعه أطوار ، وقيل أطوارا صبيانا ثم شبانا ثم شيوخا ، وقيل الأطوار اختلافهم في الأفعال والأقوال والأخلاق ، والمعنى كيف تقصرون في توقير من خلقكم على هذه الأطوار البديعة تارات وكرات ، فهذا مما لا يكاد يصدر عن العاقل .