تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَقِيلِهِۦ يَٰرَبِّ إِنَّ هَـٰٓؤُلَآءِ قَوۡمٞ لَّا يُؤۡمِنُونَ} (88)

{ وَقِيلِهِ يَا رَبِّ إِنَّ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ لَا يُؤْمِنُونَ } هذا معطوف على قوله : { وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ } أي : وعنده علم قيله ، أي : الرسول صلى اللّه عليه وسلم ، شاكيا لربه تكذيب قومه ، متحزنا على ذلك ، متحسرا على عدم إيمانهم ، فاللّه تعالى عالم بهذه الحال ، قادر على معاجلتهم بالعقوبة .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَقِيلِهِۦ يَٰرَبِّ إِنَّ هَـٰٓؤُلَآءِ قَوۡمٞ لَّا يُؤۡمِنُونَ} (88)

وقوله : { وَقِيلِهِ{[26153]} يَا رَبِّ إِنَّ هَؤُلاءِ قَوْمٌ لا يُؤْمِنُونَ } أي : وقال : محمد : قيله ، أي : شكا إلى ربه شكواه من قومه الذين كذبوه ، فقال : يا رب ، إن هؤلاء قوم لا يؤمنون ، كما أخبر تعالى في الآية الأخرى : { وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا } [ الفرقان : 30 ] وهذا الذي قلناه هو [ معنى ]{[26154]} قول ابن مسعود ، ومجاهد ، وقتادة ، وعليه فسر ابن جرير{[26155]} .

قال البخاري : وقرأ عبد الله - يعني ابن مسعود - : " وقال الرسول يا رب " . {[26156]}

وقال مجاهد في قوله : { وَقِيلِهِ يَا رَبِّ إِنَّ هَؤُلاءِ قَوْمٌ لا يُؤْمِنُونَ } ، قال : فأبر الله قول محمد .

وقال قتادة : هو قول نبيكم صلى الله عليه وسلم يشكو قومه إلى ربه عز وجل .

ثم حكى ابن جرير في قوله : { وَقِيلِهِ يَا رَبِّ } قراءتين ، إحداهما النصب ، ولها توجيهان : أحدهما أنه معطوف على قوله : { نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ } [ الزخرف : 80 ] والثاني : أن يقدر فعل ، وقال : قيلَه . والثانية : الخفض ، وقيلِهِ ، عطفا على قوله : { وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ } تقديره : وعِلم قيله .


[26153]:- (1) في ت: "وقيل هو".
[26154]:- (2) زيادة من ت، أ.
[26155]:- (3) تفسير الطبري (25/62).
[26156]:- (4) صحيح البخاري (8/568) "فتح الباري".
 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{وَقِيلِهِۦ يَٰرَبِّ إِنَّ هَـٰٓؤُلَآءِ قَوۡمٞ لَّا يُؤۡمِنُونَ} (88)

وقوله : وَقِيِله : يا رَبّ إن هَؤُلاءِ قَوْمٌ لاّ يُؤمِنُونَ اختلفت القرّاء في قراءة قوله : وَقِيلِهِ فقرأته عامة قرّاء المدينة ومكة والبصرة «وَقِيلَهُ » بالنصب . وإذا قرىء ذلك كذلك ، كان له وجهان في التأويل : أحدهما العطف على قوله : أمْ يَحْسَبُونَ أنّا لا نَسْمَعُ سِرّهُمْ ونَجْوَاهُمْ ، ونسمع قيله يا ربّ . والثاني : أن يضمر له ناصب ، فيكون معناه حينئذٍ : وقال قوله : يا رَبّ إنّ هَؤُلاءِ قَوْمٌ لا يَؤْمِنُونَ وشكا محمد شكواه إلى ربه . وقرأته عامة قرّاء الكوفة وَقِيلِهِ بالخفض على معنى : وعنده علم الساعة ، وعلم قيله .

والصواب من القول في ذلك أنهما قراءتان مشهورتان في قرأة الأمصار صحيحتا المعنى فبأيتهما قرأ القارىء فمصيب . فتأويل الكلام إذن : وقال محمد قيله شاكيا إلى ربه تبارك وتعالى قومه الذين كذّبوه ، وما يلقى منهم : يا ربّ إن هؤلاء الذين أمرتني بإنذارهم وأرسلتني إليهم لدعائهم إليك ، قوم لا يؤمنون . كما :

حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله : وَقِيلِهِ يا رَبّ إنّ هَؤُلاء قَوْمٌ لا يُؤْمِنُونَ قال : فأبرّ الله عزّ وجلّ قول محمد صلى الله عليه وسلم .

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : وَقِيلِهِ يا رَبّ إنّ هَؤُلاءِ قَوْمٌ لا يُؤْمِنُونَ قال : هذا قول نبيكم عليه الصلاة والسلام يشكو قومه إلى ربه .

حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : حدثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة وَقِيلِهِ يا رَبّ قال : هو قول النبيّ صلى الله عليه وسلم إنّ هَؤُلاءِ قَوْمٌ لا يُؤْمِنُونَ .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{وَقِيلِهِۦ يَٰرَبِّ إِنَّ هَـٰٓؤُلَآءِ قَوۡمٞ لَّا يُؤۡمِنُونَ} (88)

{ وقيله } وقول الرسول ونصبه للعطف على سرهم ، أو على محل الساعة أو لإضمار فعله أي وقال { قيله } . وجره عاصم وحمزة عطفا على { الساعة } ، وقرئ بالرفع على أنه مبتدأ خبره . { يا رب إن هؤلاء قوم لا يؤمنون } أو معطوف على { علم الساعة } بتقدير مضاف ، وقيل هو قسم منصوب بحذف الجار أو المجرور بإضماره ، أو مرفوع بتقدير { وقيله يا رب } قسمي ، و{ إن هؤلاء } جوابه .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَقِيلِهِۦ يَٰرَبِّ إِنَّ هَـٰٓؤُلَآءِ قَوۡمٞ لَّا يُؤۡمِنُونَ} (88)

وقرأ جمهور القراء { وَقِيلَه يَا رَبِّ } بالنصب ، وهو مصدر كالقول ، والضمير فيه لمحمد عليه السلام ، وحكى مكي قولاً أنه لعيسى وهو ضعيف ، واختلف الناس في الناصب ، فقالت فرقة هو معطوف على قوله : { سرهم ونجواهم } [ الزخرف : 80 ] . وقالت فرقة العامل فيه { يكتبون } [ الزخرف : 80 ] أي أقوالهم من أفعالهم . { وقيله } . وقالت فرقة : الناصب له ما في قوله : { وعنده علم الساعة } [ الزخرف : 85 ] من قوة الفعل ، أي ويعلم قيله ، ونزل قوله تعالى : { وقيله يا رب } بمنزلة وشكوى محمد واسغاثته من كفرهم وعتوهم . وقرأ عاصم وحمزة وابن وثاب والأعمش : و «قيلهِ » بالخفض عطفاً على { الساعة } [ الزخرف : 85 ] . وقرأ الأعرج وأبو قلابة ومجاهد : «وقيلُه » بالرفع على الابتداء . وخبره في قوله : { يا رب إن هؤلاء قوم لا يؤمنون } أي قيله هذا القول ، أو يكون التقدير : وقيله يا رب مسموع ومتقبل ، ف { يا رب } على هذا منصوب الموضع ب «قيله » وقرأ أبو قلابة : «يا ربَّ » بفتح الباء المشددة ، وأراد يا رب على لغة من يقول : يا غلاماً ، ثم حذف الألف تخفيفاً واتباعاً لخط المصحف .