فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَقِيلِهِۦ يَٰرَبِّ إِنَّ هَـٰٓؤُلَآءِ قَوۡمٞ لَّا يُؤۡمِنُونَ} (88)

قرأ الجمهور { وقيله } بالنصب عطفاً على محلّ الساعة ، كأنه قيل : إنه يعلم الساعة ، ويعلم قيله ، أو عطفاً على سرّهم ، ونجواهم ، أي يعلم سرّهم ونجواهم ، ويعلم قيله ، أو عطفاً على مفعول يكتبون المحذوف ، أي يكتبون ذلك ، ويكتبون قيله ، أو عطفاً على مفعول يعلمون المحذوف أي يعلمون ذلك ، ويعلمون قيله ، أو هو مصدر أي : قال قيله ، أو منصوب بإضمار فعل ، أي الله يعلم قيل رسوله ، أو هو معطوف على محل بالحقّ ، أي شهد بالحق ، وبقيله ، أو منصوب على حذف حرف القسم . ومن المجوّزين للوجه الأوّل : المبرد ، وابن الأنباري ، ومن المجوّزين للثاني الفرّاء ، والأخفش ، ومن المجوّزين للنصب على المصدرية الفراء والأخفش أيضاً . وقرأ حمزة وعاصم : { وقيله } بالجرّ عطفاً على لفظ الساعة ، أي وعنده علم الساعة ، وعلم قيله ، والقول والقال ، والقيل بمعنى واحد ، أو على أن الواو للقسم . وقرأ قتادة ، ومجاهد ، والحسن ، وأبو قلابة ، والأعرج ، وابن هرمز ، ومسلم بن جندب : ( وقيله ) بالرفع عطفاً على علم الساعة أي : وعنده علم الساعة ، وعنده قيله ، أو على الابتداء ، وخبره الجملة المذكورة بعده ، أو خبره محذوف تقديره ، وقيله كيت وكيت ، أو وقيله مسموع . قال أبو عبيد : يقال : قلت قولاً ، وقيلاً ، وقالاً ، والضمير في { وقيله } راجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم . قال قتادة : هذا نبيكم يشكو قومه إلى ربه ، وقيل : الضمير عائد إلى المسيح ، وعلى الوجهين ، فالمعنى : أنه قال منادياً لربه { يا رب إِنَّ هَؤُلآء } الذين أرسلتني إليهم { قَوْم لاَّ يُؤْمِنُونَ } .