النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَقِيلِهِۦ يَٰرَبِّ إِنَّ هَـٰٓؤُلَآءِ قَوۡمٞ لَّا يُؤۡمِنُونَ} (88)

قوله عز وجل : { وَقِيلِهِ يَا رَبِّ إِنَّ هَؤُلاَءِ قَوْمٌ لاَّ يَؤْمِنُونَ } وهي تقرأ على ثلاثة أوجه بالنصب والجر والرفع .

فأما الجر فهي على قراءة عاصم وحمزة وهي في المعنى راجعة إلى قوله تعالى { وَعِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ } وعلم قيلِه .

وأما الرفع فهو قراءة الأعرج{[2539]} ، ومعناها ابتداء كلام [ تقديره ] {[2540]} : وقيله ، قيل محمد ، يا رب إن هؤلاء قوم لا يؤمنون . والقيل هو القول .

وأما النصب فهي قراءة الباقين من أئمة القراء ، وفي تأويلها أربعة أوجه :

أحدها : بمعنى إلا من شهد بالحق وقال قيله يا رب إن هؤلاء قوم لا يؤمنون . على وجه الإنكار عليهم{[2541]} ، قاله ابن عيسى .

الثاني : أنها بمعنى أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم وقيلَه يا رب ، قاله يحيى بن سلام .

الثالث : بمعنى وشكا محمد إلى ربه قيله ، ثم ابتداء فأخبر { يَا رَبِّ إِنَّ هَؤُلاءِ قَوْمٌ لاَّ يُؤْمِنُونَ } ؛ قاله الزجاج{[2542]} .


[2539]:وبهما قرأ قتادة وابن هرمز ومسلم بن جندب.
[2540]:في الأصول بخبر بدل كلمه تقديره ولا معنى لها والتصويب من تفسير القرطبي ج 16 ص 124.
[2541]:نعليهم ساقطة من ك.
[2542]:في ع قاله قتادة وهذا القول منسوب إلى الفراء والأخفش في تفسير القرطبي16 ج 124