إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَقِيلِهِۦ يَٰرَبِّ إِنَّ هَـٰٓؤُلَآءِ قَوۡمٞ لَّا يُؤۡمِنُونَ} (88)

{ وَقِيلِهِ } بالجرِّ ، إمَّا على أنَّه عطفٌ على الساعةِ أيْ عندَهُ علمُ الساعةِ وعلم قولِه عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ { يَا رَبّ } الخ . فإنَّ القولَ والقيلَ والقالَ كلَّها مصادرُ ، أو عَلى أنَّ الواوَ للقسمِ ، وقولَه تعالَى : { إِنَّ هَؤُلاَء قَوْمٌ لاَّ يُؤْمِنُونَ } جوابُه . وفي الإقسامِ بهِ من رفعِ شأنِه عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام وتفخيمِ دُعائِه والتجائِه إليهِ تعالَى ما لا يَخْفى . وقُرِئ بالنصب بالعطفِ على سرَّهم أو على محلَّ الساعةِ أو بإضمارِ فعلهِ أو بتقديرِ فعلِ القسمِ ، وقُرِئ بالرفعِ على الابتداءِ والخبرُ ما بعدَهُ ، وقد جُوِّزَ عطفُه على علمُ الساعةِ .