تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{قَالَ لَوۡ أَنَّ لِي بِكُمۡ قُوَّةً أَوۡ ءَاوِيٓ إِلَىٰ رُكۡنٖ شَدِيدٖ} (80)

فاشتد قلق لوط عليه الصلاة والسلام ، و { قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ } كقبيلة مانعة ، لمنعتكم .

وهذا بحسب الأسباب المحسوسة ، وإلا فإنه يأوي إلى أقوى الأركان وهو الله ، الذي لا يقوم لقوته أحد ، ولهذا لما بلغ الأمر منتهاه واشتد الكرب .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{قَالَ لَوۡ أَنَّ لِي بِكُمۡ قُوَّةً أَوۡ ءَاوِيٓ إِلَىٰ رُكۡنٖ شَدِيدٖ} (80)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{قال لو أن لي بكم قوة}، يعني بطشا، {أو آوى إلى ركن شديد} يعني منيع، يعني رهط، يعني عشيرة لمنعتكم مما تريدون...

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

يقول تعالى ذكره: قال لوط لقومه حين أبوا إلا المضيّ لما قد جاءوا له من طلب الفاحشة، وأيس من أن يستجيبوا له إلى شيء مما عرض عليهم:"لَوْ أنّ لي بِكُمْ قُوّةً" بأنصار تنصرني عليكم وأعوان تعينني، "أوْ آوي إلى رُكْنٍ شَدِيدٍ "يقول: أو أنضمّ إلى عشيرة مانعة تمنعني منكم، لحلت بينكم وبين ما جئتم تريدونه مني في أضيافي...

النكت و العيون للماوردي 450 هـ :

... عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"يرحم الله لوطاً لقد كان يأوي إلى ركن شديد". يعني الله تعالى. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فما بعث الله بعده نبياً إلا في ثروة من قومه".

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

والركن: معتمد البناء بعد الأساس، وركنا الجبل جانباه. وإنما قال هذا القول مع أنه كان يأوي إلى الله تعالى، لأنه إنما أراد العدة من الرجال، وإلا، فله ركن وثيق من معونة الله ونصره، إلا أنه لا يصح التكليف إلا مع التمكين...

والقوة: القدرة التي يصح بها الفعل، ويقال للعدة من السلاح قوة، كقوله:"واعدوا لهم ما استطعتم من قوة" والشدة بجمع يصعب معه التفكك، وقد يكون بعقد يصعب معه التحلل...

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

المعنى لو قويت عليكم بنفسي، أو أويت إلى قويّ أستند إليه وأتمنع به فيحميني منكم. فشبه القويّ العزيز بالركن من الجبل في شدّته ومنعته...

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :

فلما رأى استمرارهم في غيهم وغلبتهم وضعفه عنهم قال -على جهة التفجع والاستكانة- {لو أن لي بكم قوة} و {أن} في موضع رفع بفعل مضمر تقديره: لو اتفق أو وقع ونحو هذا، -وهذا مطرد في «أن» التابعة ل «لو»- وجواب {لو} محذوف وحذف مثل هذا أبلغ، لأنه يدع السامعين ينتهي إلى أبعد تخيلاته، والمعنى لفعلت كذا وكذا...

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

أخبر تعالى عن قوله لهم على طريق الاستئناف بقوله: {قال} أي متمنياً أن يكون له بهم طاقة ليروا ما يصنع من الإيقاع بهم متفجعاً على فوات ذلك {لو أن لي بكم} أي في دفعكم {قوة} بنفسي {أو} لو أني {آوي} من الأعوان والأنصار {إلى ركن شديد} أي جماعة هم كالركن الموصوف بالشدة لحلت بينكم وبين ما جئتم له، وحذفه أبلغ لذهاب النفس فيه كل مذهب... ووصفه الركن بالشدة وهو يتضمنها تأكيد يدل على أن قومه كانوا في غاية القوة والجلادة، وأنه كان يود معاجلتهم لو قدر. وذلك أن مادة (ركن) بكل ترتيب تدور على الرزانة، من ركن -بالضم بمعنى رزن، ويلزمهما القوة، ومنه الركن للجانب الأقوى والأمر العظيم وما يتقوى به من ملك وجند وغيره والعز والمنعة...

محاسن التأويل للقاسمي 1332 هـ :

قال الإمام ابن حزم رحمه الله في (الملل): ظن بعض الفرق أن ما جاء في الحديث الصحيح من قوله صلى الله عليه وسلم:"رحم الله لوطا، لقد كان يأوي إلى ركن شديد" إنكار على لوط عليه السلام. ولا تخالف بين القولين، بل كلاهما حق، لأن لوطا عليه السلام إنما أراد منعة عاجلة يمنع بها قومه مما هم عليه من الفواحش، من قرابة أو عشيرة أو أتباع مؤمنين. وما جهل قط لوط عليه السلام أنه يأوي من ربه تعالى إلى أمنع قوة، وأشد ركن. ولا جناح على لوط عليه السلام في طلب قوة من الناس، فقد قال تعالى: {ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض}، فهذا الذي طلب لوط عليه السلام. وقد طلب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأنصار والمهاجرين منعه حتى يبلغ كلام ربه تعالى، فكيف ينكر على لوط أمرا هو فعله عليه السلام...

تفسير المنار لرشيد رضا 1354 هـ :

{قال لو أن لي بكم قوة} أي قال لوط لأضيافه حينئذ: لو أن لي بكم قوة تقاتل معي هؤلاء القوم، وتدفع شرهم لقاتلتهم، أو أتمنى لو أن لي بكم قوة ألقاهم بها، أو قال هذا لقومه، والمعنى كما قال في الكشاف: لو قويت عليكم بنفسي

{أو آوي إلى ركن شديد} من أصحاب العصبيات القوية الذين يحمون اللاجئين ويجيرون المستجيرين [كزعماء العرب] تمنى ذلك لأنه لم يكن منهم فيعتز بهم، وأن سماهم قومه بمعنى أهل جواره ووطنه الجديد، وإنما هو غريب جاء مع عمه من أور الكلدانيين في العراق.

ويرجح الأول جواب الملائكة له، وقد رأوا شدة كربه وما آلت إليه حاله وهو: {قالوا يا لوط إنا رسل ربك لن يصلوا إليك فأسر بأهلك بقطع من الليل ولا يتلفت منكم أحد إلا امرأتك إنه مصيبها ما أصابهم إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب (81)

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

وأسقط في يد لوط، وأحس ضعفه وهو غريب بين القوم، نازح إليهم من بعيد، لا عشيرة له تحميه، وليس له من قوة في هذا اليوم العصيب؛ وانفرجت شفتاه عن كلمة حزينة أليمة: (قال: لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد!).. قالها وهو يوجه كلامه إلى هؤلاء الفتية -الذين جاء الملائكة في صورتهم- وهم صغار صباح الوجوه؛ ولكنهم -في نظره- ليسوا بأهل بأس ولا قوة. فالتفت إليهم يتمنى أن لو كانوا أهل قوة فيجد بهم قوة. أو لو كان له ركن شديد يحتمي به من ذلك التهديد! وغاب عن لوط في كربته وشدته أنه يأوي إلى ركن شديد. ركن الله الذي لا يتخلى عن أوليائه...

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

جوابه بِ {لَوْ أنّ لي بكم قوة} جواب يائس من ارعوائهم. و {لو} مستعملة في التمنّي، وهذا أقصى ما أمكنه في تغيير هذا المنكر. والباء في {بكم} للاستعلاء، أي عليكم. يقال: ما لي به قوة وما لي به طاقة. ومنه قوله تعالى: {قالوا لا طاقة لنا اليوم بجالوت} [البقرة: 249]...

أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري 1439 هـ :

من الهداية: -إظهار الرغبة في القوة لدفع الشر وإبعاد المكروه ممدوح.