فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{قَالَ لَوۡ أَنَّ لِي بِكُمۡ قُوَّةً أَوۡ ءَاوِيٓ إِلَىٰ رُكۡنٖ شَدِيدٖ} (80)

جواب «لو » محذوف ، كقوله تعالى : { وَلَوْ أَنَّ قُرْانًا سُيّرَتْ بِهِ الجبال } [ الرعد : 31 ] يعني لو أنّ لي بكم قوّة لفعلت بكم وصنعت . يقال : ما لي به قوّة ، وما لي به طاقة . ونحوه { لاَّ قِبَلَ لَهُمْ بِهَا } [ النمل : 27 ] وما لي به يدان ؛ لأنه في معنى لا أضطلع به ولا أستقلّ به . والمعنى لو قويت عليكم بنفسي ، أو أويت إلى قويّ أستند إليه وأتمنع به فيحميني منكم . فشبه القويّ العزيز بالركن من الجبل في شدّته ومنعته ، ولذلك قالت الملائكة - وقد وجدت عليه - : إنّ ركنك لشديد . وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " رحم الله أخي لوطاً ، كان يأوي إلى ركن شديد " وقرىء : «أو آوى » بالنصب بإضمار «أن » كأنه قيل لو أن لي بكم قوّة أو أويا ، كقولها :

للَبْسُ عَبَاءَةٍ وَتَقَرَّ عَيْنِي ***

وقرئ : «إلى ركن » بضمتين . وروي أنه أغلق بابه حين جاؤوا وجعل يرادّهم ما حكى الله عنه ويجادلهم ، فتسوّروا الجدار .