فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{قَالَ لَوۡ أَنَّ لِي بِكُمۡ قُوَّةً أَوۡ ءَاوِيٓ إِلَىٰ رُكۡنٖ شَدِيدٖ} (80)

{ قال لو أن لي بكم قوة } وجواب لو محذوف والتقدير لدافعتكم عنهم ومنعتكم منهم وهذا منه عليه السلام على طريق التمني : أي لو وجدت معينا وناصرا فسمى ما يتقوى به قوة ، { أو آوي إلى ركن شديد } عطف على ما بعده لوطا فيه من معنى الفعل ، والتقدير : لو قويت على دفعكم أو آويت إلى ركن شديد وقرئ { أو آوي } بالنصب عطفا على قوة كأنه قال : لو أن لي بكم قوة أو إيواء إلى ركن شديد ومراده بالركن الشديد . العشيرة ، وما يمنع به عنهم هو ومن معه لأنه كان أولا بالعراق مع إبراهيم فلما هاجر إلى الشام أرسله الله إلى أهل سدوم وهي قرية عند حمص .

قال أبو هريرة : ما بعث الله نبيا بعده إلا في منعة من عشيرته وقيل أراد بالقوة الولد وبالركن من ينصره من غير ولده ، وقيل أراد بالقوة قوته في نفسه قال السدي : إلى جند شديد لقاتلتكم .

وقد ثبت في البخاري وغيره من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : يغفر الله للوط إن كان يأوي إلى ركن شديد وهو مروي في غير الصحيح من طريق غيره من الصحابة وقال النووي المراد بالركن الشديد هو الله عز وجل فإنه أشد الأركان وأقواها وأمنعها 1ه وهو يخالف ظاهر الآية والحديث المتقدم .