إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{قَالَ لَوۡ أَنَّ لِي بِكُمۡ قُوَّةً أَوۡ ءَاوِيٓ إِلَىٰ رُكۡنٖ شَدِيدٖ} (80)

{ قَالَ لَوْ أَنَّ لي بِكُمْ قُوَّةً } أي لفعلتُ بكم ما فعلت وصنعتُ ما صنعت كقوله تعالى : { وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيّرَتْ بِهِ الجبال أَوْ قُطّعَتْ بِهِ الأرض أَوْ كُلّمَ بِهِ الموتى } [ الرعد ، الآية 31 ] { أَوْ اوِى إلى رُكْنٍ شَدِيدٍ } عطفٌ على أن لي بكم إلى آخره لما فيه من معنى الفعلِ أي لو قوِيتُ على دفعكم بنفسي أو أويت إلى ناصر عزيزٍ قويّ أتمنّع به عنكم ، شَبّهه بركن الجبل في الشدة والمنعة . وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم : «رحِم الله أخي لوطاً كان يأوي إلى ركن شديد » روي أنه عليه السلام أغلق بابَه دون أضيافِه وأخذ يجادلهم من وراء الباب فتسوّروا الجدارَ فلما رأت الملائكةُ ما على لوط من الكرب .