الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{قَالَ لَوۡ أَنَّ لِي بِكُمۡ قُوَّةً أَوۡ ءَاوِيٓ إِلَىٰ رُكۡنٖ شَدِيدٖ} (80)

فقال لهم لوط عند ذلك { لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً } أي منعة وشيعة تنصرني { أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ } أي ألجأ وأنضوي إلى عشيرة مانعة ، وجواب { لَوْ } مضمر [ تقديره : لرددت أهل الفساد ] ، وقالوا : ما بعث الله بعده نبياً إلاّ في ثروة من قومه ، وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قرأ هذه الآية قال : " رحم الله أخي لوطاً لقد كان يأوي إلى ركن شديد " .

قال ابن عباس وأهل التفسير : أغلق لوط بابه والملائكة معه في الدار وهو يناظرهم ويناشدهم من وراء الباب ، وهم يعالجون تسوّر الجدار ، فلما رأت الملائكة ما لقي لوط من الكرب والنصب بسببهم ،