تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{أَلَمۡ يَجِدۡكَ يَتِيمٗا فَـَٔاوَىٰ} (6)

ثم امتن عليه بما يعلمه من أحواله{[1450]} [ الخاصة ] فقال :

{ أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى } أي : وجدك لا أم لك ، ولا أب ، بل قد مات أبوه وأمه وهو لا يدبر نفسه ، فآواه الله ، وكفله جده عبد المطلب ، ثم لما مات جده كفله الله عمه أبا طالب ، حتى أيده بنصره وبالمؤمنين .


[1450]:- كذا في ب، وفي أ: الأحوال.
 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{أَلَمۡ يَجِدۡكَ يَتِيمٗا فَـَٔاوَىٰ} (6)

ويمضي سياق السورة يذكر الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] ما كان من شأن ربه معه منذ أول الطريق . ليستحضر في خاطره جميل صنع ربه به ، ومودته له ، وفيضه عليه ، ويستمتع باستعادة مواقع الرحمة والود والإيناس الإلهي . وهو متاع فائق تحييه الذكرى على هذا النحو البديع :

( ألم يجدك يتيما فآوى ? ووجدك ضالا فهدى ? ووجدك عائلا فأغنى ? ) . .

انظر في واقع حالك ، وماضي حياتك . . هل ودعك ربك وهل قلاك - حتى قبل أن يعهد إليك بهذا الأمر ? - ألم تحط يتمك رعايته ? ألم تدرك حيرتك هدايته ? ألم يغمر فقرك عطاؤه ?

لقد ولدت يتيما فآواك إليه ، وعطف عليك القلوب حتى قلب عمك أبي طالب وهو على غير دينك !

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{أَلَمۡ يَجِدۡكَ يَتِيمٗا فَـَٔاوَىٰ} (6)

وقوله : أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيما فآوَى يقول تعالى ذكره معدّدا على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم نِعَمه عنده ، ومذكّره آلاءه قِبَلَه : ألم يجدك يا محمد ربك يتيما فآوى ، يقول : فجعل لك مَأْوًى تأوي إليه ، ومنزلاً تنزله وَوَجَدَكَ ضَالاً فَهَدَى ووجدك على غير الذي أنت عليه اليوم . وقال السديّ في ذلك ما :

حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا مِهْران ، عن السديّ وَوَجَدَكَ ضَالاً قال : كان على أمر قومه أربعين عاما . وقيل : عُنِي بذلك : ووجدك في قوم ضُلاّل فهداك .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{أَلَمۡ يَجِدۡكَ يَتِيمٗا فَـَٔاوَىٰ} (6)

ألم يجدك يتيما فآوى تعديد لما أنعم عليه تنبيها على أنه كما أحسن إليه فيما مضى يحسن إليه فيما يستقبل وإن تأخر و يجدك من الوجود بمعنى العلم و يتيما مفعولك الثاني أو المصادقة و يتيما حال .