فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{أَلَمۡ يَجِدۡكَ يَتِيمٗا فَـَٔاوَىٰ} (6)

{ أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فآوى } هذا شروع في تعداد ما أفاضه الله سبحانه عليه من النعم : أي وجدك يتيماً لا أب لك { فآوى } : أي جعل لك مأوى تأوى إليه ، قرأ الجمهور : { فآوى } بألف بعد الهمزة رباعياً ، من آواه يؤويه ، وقرأ أبو الأشهب : «فآوى » ثلاثياً ، وهو إما بمعنى الرباعي ، أو هو من أوى له إذا رحمه . وعن مجاهد معنى الآية : ألم يجدك واحداً في شرفك لا نظير لك فآواك الله بأصحاب يحفظونك ويحوطونك ، فجعل يتيماً من قولهم درّة يتيمة ، وهو بعيد جداً ، والهمزة لإنكار النفي وتقرير المنفيّ على أبلغ وجه ، فكأنه قال : قد وجدك يتيماً فآوى ، والوجود بمعنى العلم ، و«يتيماً » مفعوله الثاني ، وقيل : بمعنى المصادفة ، و«يتيماً » حال من مفعوله .

/خ11