الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{أَلَمۡ يَجِدۡكَ يَتِيمٗا فَـَٔاوَىٰ} (6)

عدّد عليه نعمه وأياديه ، وأنه لم يخله منها من أوّل تربيه وابتداء نشئه ، ترشيحاً لما أراد به ؛ ليقيس المترقب من فضل الله على ما سلف منه ، لئلا يتوقع إلاّ الحسنى وزيادة الخير والكرامة : ولا يضيق صدره ولا يقل صبره . و { أَلَمْ يَجِدْكَ } من الوجود الذي بمعنى العلم : والمنصوبان مفعولاً وجد . والمعنى : ألم تكن يتيماً ، وذلك أنّ أباه مات وهو جنين قد أتت عليه ستة أشهر وماتت أمّه ، وهو ابن ثمان سنين ، فكفله عمه أبو طالب ، وعطّفه الله عليه فأحسن تربيته . ومن بدع التفاسير : أنه من قولهم : «درّة يتيمة » وأن المعنى : ألم يجدك واحداً في قريش عديم النظير فآواك . وقرىء : «فآوى » وهو على معنيين : إما من أواه بمعنى آواه . سمع بعض الرعاة يقول : أين آوي هذه الموقسة وإما من أوى له : إذا رحمه .