تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{يَوۡمَ يُنفَخُ فِي ٱلصُّورِ فَتَأۡتُونَ أَفۡوَاجٗا} (18)

{ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا } ويجري فيه من الزعازع والقلاقل ما يشيب له الوليد ، وتنزعج له القلوب ،

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{يَوۡمَ يُنفَخُ فِي ٱلصُّورِ فَتَأۡتُونَ أَفۡوَاجٗا} (18)

وقوله : يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصّورِ تَرْجَم بيوم ينفخ ، عن يوم الفصل ، فكأنه قيل : يوم الفصل كان أجلاً لما وعدنا هؤلاء القوم ، يوم ينفخ في الصور . وقد بيّنت معنى الصور فيما مضى قبل ، وذكرت اختلاف أهل التأويل فيه ، فأغنى ذلك عن إعادته في هذا الموضع ، وهو قَرْن يُنْفَخ فيه عندنا ، كما :

حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا مهران ، عن سفيان ، عن سليمان التيميّ ، عن أسلم ، عن بشر بن شغاف ، عن عبد الله بن عمرو ، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم ، قال : «الصّور : قَرْن » .

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصّورِ والصّور : الخَلْق .

وقوله : فَتأْتُونَ أفْوَاجا يقول : فيجيئون زمرا زمرا ، وجماعة جماعة . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثنا محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : أفْوَاجا قال : زُمَرا زُمَرا .

وإنما قيل : فَتأْتُونَ أفْوَاجا لأن كلّ أمة أرسل الله إليها رسولاً تأتي مع الذي أرسل إليها ، كما قال : يَوْمَ نَدْعُو كُلّ أُناسٍ بإمامِهِمْ .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{يَوۡمَ يُنفَخُ فِي ٱلصُّورِ فَتَأۡتُونَ أَفۡوَاجٗا} (18)

وقوله : { يوم ينفخ } بدل من اليوم الأول ، و { الصور } : القرن الذي ينفخ فيه لبعث الناس . هذا قول الجمهور ، ويحتمل هذا الموضع أن يكون { الصور } فيه جمع صورة أي يوم يرد الله فيه الأرواح إلى الأبدان ، هذا قول بعضهم في { الصور } وجوزه أبو حاتم ، والأول أشهر وبه تظاهرت الاثار ، وهو ظاهر كتاب الله تعالى في قوله { ثم نفخ فيه أخرى }{[11569]} [ الزمر : 68 ] وقرأ أبو عياض «في الصوَر » بفتح الواو ، و «الأفواج » الجماعات يتلو بعضها بعضاً ، واحدها فوج .


[11569]:من الآية 68 من سورة الزمر.