تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{يَوۡمَ يُنفَخُ فِي ٱلصُّورِ فَتَأۡتُونَ أَفۡوَاجٗا} (18)

ثم أخبرهم أيضا فقال :{ يوم ينفخ في الصور } وذلك أن إسرافيل ، عليه السلام ، ينفخ فيها فيقول : أيتها العظام البالية ، وأيتها العروق المتقطعة ، وأيتها اللحوم المتمزقة ، وأيتها الأشعار الساقطة ، اجتمعن لننفخ فيكم أرواحكم ، وأجازكم بأعمالكم ويديم الملك الصوت ، فتجتمع الأرواح كلها في القرن ، والقرن طوله طول السماوات والأرض ، فتخرج أرواحهم مثل النحل سود وبيض شقي وسعيد ، أرواح المؤمنين ، بيض كأمثال النحل من السماء إلى واد بدمشق يقال له : الجابية ، وتخرج أروح الكفار من الأرض السقلى سود إلى ود بحضر موت يقال له : برهوت ، وكل روح أعرف بجسد صاحبه من أحدكم إلى منزله { فتأتون أفواجا } آية ثم ينزل إسرافيل من فوق السماء السابعة ، فيجلس على صخرة بيت المقدس ، فيأخذ أرواح الكفار والمؤمنين ويجعلهم في القرن ، ودائرة القرن مسيرة خمسمائة عام ، ثم تنفخ في القرن فتطير الأرواح حتى تطبق ما بين السماء والأرض ، فتذهب كل روح فتقع في جسد صاحبها ، فيخرج الناس من قبورهم فوجا ، فذلك قوله :{ فتأتون أفواجا } يعني زمرا زمرا ، وفرقا فرقا ، وأمما أمما ،