تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَأَنَّا مِنَّا ٱلصَّـٰلِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَٰلِكَۖ كُنَّا طَرَآئِقَ قِدَدٗا} (11)

{ وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ } أي : فساق وفجار وكفار ، { كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا } أي : فرقا متنوعة ، وأهواء متفرقة ، كل حزب بما لديهم فرحون .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{وَأَنَّا مِنَّا ٱلصَّـٰلِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَٰلِكَۖ كُنَّا طَرَآئِقَ قِدَدٗا} (11)

القول في تأويل قوله تعالى : { وَأَنّا مِنّا الصّالِحُونَ وَمِنّا دُونَ ذَلِكَ كُنّا طَرَآئِقَ قِدَداً * وَأَنّا ظَنَنّآ أَن لّن نّعْجِزَ اللّهَ فِي الأرْضِ وَلَن نّعْجِزَهُ هَرَباً * وَأَنّا لَمّا سَمِعْنَا الْهُدَىَ آمَنّا بِهِ فَمَن يُؤْمِن بِرَبّهِ فَلاَ يَخَافُ بَخْساً وَلاَ رَهَقاً } .

يقول تعالى ذكره مخبرا عن قيلهم : وأنّا مِنّا الصّالِحُونَ وهم المسلمون العاملون بطاعة الله وَمنّا دُونَ ذلكَ يقول : ومنا دون الصالحين كُنّا طَرائقَ قدَدا يقول : وأنا كنا أهواء مختلفة ، وفِرَقا شتى ، منا المؤمن والكافر . والطرائق : جمع طريقة ، وهي طريقة الرجل ومذهبه . والقِدد : جمع قدّة ، وهي الضروب والأجناس المختلفة . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثنا محمد بن حميد الرازي ، قال : حدثنا يحيى بن واضح ، قال : حدثنا الحسين ، عن يزيد ، عن عكرِمة ، في قوله : طَرَائقَ قِدَدا يقول : أهواء مختلفة .

حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله : وأنّا مِنّا الصّالِحُونَ وَمِنّا دُونَ ذَلكَ كُنّا طَرَائِقَ قِدَدا يقول : أهواء شتى ، منا المسلم ، ومنا المشرك .

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة : كُنّا طَرَائِقَ قِدَدا كان القوم على أهواء شتّى .

حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : حدثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة طَرَائِقَ قِدَدا قال : أهواء .

حدثني ابن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد في قوله : كُنّا طَرَائِقَ قِدَدا قال : مسلمين وكافرين .

حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا مهران ، عن سفيان كُنّا طَرَائِقَ قِدَدا قال : شتّى ، مؤمن وكافر .

حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : كُنّا طَرَائِقَ قِدَدا قال : صالح وكافر وقرأ قول الله : وأنّا مِنّا الصّالِحُونَ وَمِنّا دُونَ ذَلكَ .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{وَأَنَّا مِنَّا ٱلصَّـٰلِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَٰلِكَۖ كُنَّا طَرَآئِقَ قِدَدٗا} (11)

وأنا منا الصالحون المؤمنون الأبرار ومنا دون ذلك أي قوم دون ذلك فحذف الموصوف وهم المقتصدون كنا طرائق ذوي طرائق أي مذاهب أو مثل طرائق في اختلاف الأحوال أو كانت طرائقنا طرائق قددا متفرقة مختلفة جمع قدة من قد إذا قطع .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَأَنَّا مِنَّا ٱلصَّـٰلِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَٰلِكَۖ كُنَّا طَرَآئِقَ قِدَدٗا} (11)

وقولهم { ومنا دون ذلك } ، أي غير الصالحين كأنه قال : ومنا قوم أو فرقة دون صالحين ، وهي لفظة تقع أحياناً موقع غير . والطرائق : السير المختلفة ، والقدد كذلك هي الأشياء المخالفة ، كأنه قد قدّ بعضها من بعض وفصل . قال ابن عباس وعكرمة وقتادة : { طرائق قدداً } أهواء مختلفة . قال غيره فرق مختلفون . قال الكميت : [ البسيط ]

جمعت بالرأي منهم كل رافضة*** إذ هم طرائق في أهوائهم قدد{[11369]}


[11369]:الروافض: جنود تركوا قائدهم وانصرفوا فكل طائفة منهم رافضة، والنسبة إليهم، رافضي، والطرائق: الفرق المختلفة، والآراء والمذاهب المتبانية، ومفردها: طريقة، وأوضح معانيها: السنة والمذهب والرأي وما هو عليه، والقدة: الفرقة والطريقة من الناس إذا كان هوى كل واحد على حدة، يقول الشاعر: جمعتهم على رأي واحد بعد أن كانوا فرقا مختلفة.