لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{وَأَنَّا مِنَّا ٱلصَّـٰلِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَٰلِكَۖ كُنَّا طَرَآئِقَ قِدَدٗا} (11)

{ وأنا منا الصالحون } أي المؤمنون المخلصون { ومنا دون ذلك } أي دون الصالحين مرتبة . قيل المراد بهم غير الكاملين في الصلاح وهم المقتصدون فيدخل فيهم الكافر وغيره { كنا طرائق قدداً } أي جماعات متفرقين وأصنافاً مختلفة والقدة القطعة من الشيء ، قال مجاهد يعنون مسلمين وكافرين . وقيل أهواء مختلفة وشيعاً متفرقة لكل فرقة هوى كأهواء الناس وذلك أن الجن فيهم القدرية والمرجئة والرافضة والخوارج وغير ذلك من أهل الأهواء ، فعلى هذا التفسير يكون معنى طرائق قدداً أي سنصير طرائق قدداً وهو بيان للقسمة المذكورة أي كنا ذوي مذاهب مختلفة متفرقة ، وقيل معناه كنا في اختلاف أحوالنا مثل الطرائق المختلفة .