ولما أخبر سبحانه بسهولة{[69084]} إيمانهم ، فكان ربما ظن أن ذلك ما كان إلا لأن شأنهم اللين ، أتبعه ما يعلم أن ذلك خارقة لأجله صلى الله عليه وسلم كانت ، و{[69085]}لإعظامه وإكرامه{[69086]} وجدت ، فقال حكاية عنهم مؤكدين لأن الكلام السابق ظاهر في سلامة طباع الكل : { وإنا منا } أي أيها الجن { الصالحون } أي العريقون في صفة الصلاح التي هي مهيئة لقبول كل خير .
ولما كان غير الصالح{[69087]} قد يكون فاسداً بأن يكون مباشراً للفساد قاصداً له وقد يكون غير مباشر له ، قالوا متفطنين{[69088]} لمراتب العلوم والأعمال المقربة والمبعدة : { ومنا } وبنى الظرف المبتدأ به لإضافته إلى مبني فقيل : { دون } أي قوم في أدنى رتبة من{[69089]} { ذلك } أي هذا الوصف الشريف العالي .
ولما كان من دون الصالح ذا أنواع{[69090]} كثيرة بحسب قابليته للفساد أو الصلاح وتهيؤه له أو بعده عنه ، حسن بيان ذلك بقولهم{[69091]} : { كنا } أو كوناً هو كالجبلة { طرائق } أي ذوي طرق{[69092]} أي مذاهب ووجوه كثيرة ، وأطلقوا الطرق على أصحابها إشارة إلى شدة تلبسهم بها .
ولما كان الانفصال قد يكون بأدنى شيء ، بين أنه على أعلى الوجوه فأطلق عليهم نفس المنقطع ووصفهم به فقال : { قدداً * } أي فرقاً متفرقة أهواؤها ، جمع قدة وهي الفرقة من الناس هواها على غير هواهم{[69093]} ، من القد و{[69094]}هو القطع الموجب للتفرق العظيم مثل السيور التي تقطع من الجلد وتقد منه بحيث تصير كل فرقة{[69095]} على حدتها ، قال الحسن والسدي{[69096]} : كافرين ومسلمين ورافضة ومعتزلة و{[69097]}مرجئة وغير ذلك مثل فرق الإنس .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.