فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَأَنَّا مِنَّا ٱلصَّـٰلِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَٰلِكَۖ كُنَّا طَرَآئِقَ قِدَدٗا} (11)

{ وأنا منا الصالحون } أي قال بعض لبعض لما دعوا أصحابهم إلى الإيمان بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم وإنا كنا قبل استماع القرآن منا الموصوفون بالصلاح { ومنا دون ذلك } أي قوم دون الموصوفين بالصلاح ، وقيل أراد بأهل الصلاح المؤمنين وبمن هم دون ذلك الكافرين ، والأول أولى ، وقال ابن عباس يقول منا المسلم ومنا المشرك .

{ كنا طرائق قددا } أي جماعات متفرقة وفرقا شتى ، وأصنافا مختلفة وذوي مذاهب متفاوتة ، والقدة القطعة من الشيء وصار القوم قددا إذا تفرقت أحوالهم ، واستعمال القدد في الفرق مجاز ، والمعنى كنا ذوي طرائق قددا أو كانت طرائقنا طرقا قددا أو كنا مثل طرائق قددا أو كنا في اختلاف أحوالنا مثل الطرائق المختلفة : وقال السدي والضحاك : أديانا مختلفة ، وقال قتادة : أهواء متباينة ، وقال ابن عباس : أهواء شتى . وقال سعيد بن المسيب : كانوا مسلمين ويهودا ونصارى ومجوسا ، وكذا قال مجاهد : قال الحسن : الجن أمثالكم قدرية ومرجئة وخوارج ورافضة وشيعة وسنية وكذا قال السدي .