تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{قُلۡ فَأۡتُواْ بِكِتَٰبٖ مِّنۡ عِندِ ٱللَّهِ هُوَ أَهۡدَىٰ مِنۡهُمَآ أَتَّبِعۡهُ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ} (49)

قال تعالى ملزما لهم بذلك : { فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا } أي : من التوراة والقرآن { أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ } ولا سبيل لهم ولا لغيرهم أن يأتوا بمثلهما ، فإنه ما طرق العالم منذ خلقه اللّه ، مثل هذين الكتابين ، علما وهدى ، وبيانا ، ورحمة للخلق ، وهذا من كمال الإنصاف من الداعي أن قال : أنا مقصودي الحق والهدى والرشد ، وقد جئتكم بهذا الكتاب المشتمل على ذلك ، الموافق لكتاب موسى ، فيجب علينا جميعا الإذعان لهما واتباعهما ، من حيث كونهما هدى وحقا ، فإن جئتموني بكتاب من عند اللّه هو أهدى منهما اتبعته ، وإلا ، فلا أترك هدى وحقا قد علمته لغير هدى وحق{[604]} .


[604]:- كذا في ب، وفي أ: لغيره حق.
 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{قُلۡ فَأۡتُواْ بِكِتَٰبٖ مِّنۡ عِندِ ٱللَّهِ هُوَ أَهۡدَىٰ مِنۡهُمَآ أَتَّبِعۡهُ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ} (49)

القول في تأويل قوله تعالى : { قُلْ فَأْتُواْ بِكِتَابٍ مّنْ عِندِ اللّهِ هُوَ أَهْدَىَ مِنْهُمَآ أَتّبِعْهُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } .

يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : قل يا محمد للقائِلين للتوراة والإنجيل : هما سحران تظاهرا : ائتوا بكتاب من عند الله ، هو أهدى منهما لطريق الحقّ ، ولسبيل الرشاد أتّبِعْهُ إنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ فِي زعمكم أن هذين الكتابين سحران ، وأن الحقّ في غيرهما . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قال : فقال الله تعالى قُلْ فَأْتُوا بكِتابِ مِنْ عِنْدِ اللّهِ هُوَ أهْدَى مِنْهُما . . . الآية .

حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، فقال الله ( ائْتُونِي بكِتابٍ مِنْ عِنْدِ اللّهِ هُوَ أهْدَى مِنْهُما ) من هذين الكتابين الذي بعث به موسى ، والذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{قُلۡ فَأۡتُواْ بِكِتَٰبٖ مِّنۡ عِندِ ٱللَّهِ هُوَ أَهۡدَىٰ مِنۡهُمَآ أَتَّبِعۡهُ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ} (49)

{ قل فائتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما } مما أنزل على موسى وعلى محمد ص وإضمارهما لدلالة المعنى ، وهو يؤيد أن المراد بالساحرين موسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام { أتبعه أن كنتم صادقين } أنا ساحران مختلفان ، وهذا من الشروط التي يراد بها الإلزام والتبكيت ، ولعل مجيء حرف الشك للتهكم بهم .